جانبه في ساحة الصحن، و يظهر أنّ هذه البئر تتّصل ببئر أخرى واسعة كالآبار العبّاسية الشهيرة في النجف الأشرف، موقعها في حجرة بين الإيوان الكبير المذكور و الباب القبلي للصحن، و هذه الحجرة دفن فيها العالم الزاهد الشيخ محمد طه نجف.
وقفت على البئر الكبير في أوائل ربيع الأول سنة 1397 هـ-شباط 1977 م وقت ما كان البنّاؤن مشغولين في إحكام سدّ فوهة البئر لإحكام أسس جدران الصحن الجديدة التي شرعوا في بنائها و ضبطها، كما رأينا حينها الحوض القديم بجانب البئر في أرض الغرفة و السواقي المؤدّية إلى حوض الصحن الكبير. و كان الحوض و سواقيه معبّدان بالقير بإحكام، و لم يزل باق على حاله، و قد ردم الحوض و عبّدت أرض الغرفة بالإسمنت المسلّح.
و الظاهر أنّ الحوض الجنوبي المشار إليه هو الحوض الذي أنشأه محمد نجيب باشا في سنة 1261 هـ. و قد مدحه الشاعر الشهير عبد الباقي العمري الموصلي بقصيدة ختمها بالتاريخ، و القصيدة مثبتة في ديوانه مطلعها:
يا سائلي عمّا جرى أنظر ترى # تاريخه (هذا أرقّ ما جرى) [1]
و قد قلع الحوض الكبير في ساحة الصحن و وضع غيره قائما محفوظا للشرب دون الأول، و له ميازيب خاصّة لإيصال الماء إليه. و قد بذلت لتعميره بنت شبلي باشا زوجة البيگ يحيى، ثم قلع هذا الحوض بعد سنين مضت حيث اندرست آثار القوم و انقطعت جرايات ماء الحوض. [2]