ادخلت على عمارة عضد الدولة البويهي للروضة المطهّرة الكثير من الإصلاحات و الترميمات و التحسينات من قبل امراء الدول الذين جاؤا بعد عضد الدولة، بل من البويهيين أنفسهم و من وزرائهم، و من الحمدانيين، هذا بالإضافة إلى بعض خلفاء الدولة العباسيّة المتشيّعين الذين اهتمّوا بصيانة المشهد، فقد عمّر الخليفة العباسي المستنصر الضريح و بالغ في تزيينه، وزاره مرارا. [1] كما اهتمّ المغول من أسرة جنكيزخان بعمارة الضريح و تزيينه.
و كانت الروضة المطهّرة على عهد السلطان شاه صفي الصفوي المتوفى سنة 1052 هـ و ما بعده مستورة جدرانها بالبلاطات القاشانيّة ذات الألوان و الزخرف الجيمل. ثم طرأت عليها إصلاحات، فقد جرّد الجدار الذي فوق الكتيبة السفلى الأولى من بلاطات القاشاني القديم إلى رؤوس العقود الأربعة من جهات الروضة الشريفة، و وضع مكانها زخرف زجاجي ملوّن و مرايا كبيرة الحجم مثبّتة على قواعد خشبيّة في بيوت فنّيّة و أشكال هندسيّة، و ذلك سنة 1204 هـ. هذا و لم يعرف المتبرّع به. و قد ضبطوا تاريخ زخرفة الروضة الشريفة بالحساب الأبجدي بقولهم:
قل لمن يسأل عن تاريخها # (هي صرح من قوارير ممرّد)
كان هذا التاريخ مكتوبا على زجاج الدعامة الجنوبية عند الرأس الشريف بارتفاع حدود أربعة أمتار، و قد أدركناه مكتوبا. ثمّ رفعوه مع قلع الزخرفة القديمة كمقدّمة لزخرفة الروضة على نفقة شاه إيران محمد رضا.
ففي شهر شعبان من سنة 1369 هـ قلعت المرايا القديمة و الزجاج الملوّن المثبت بألواح خشبية في جدران الروضة، و أزيلت الكتابة من المثلثات العليا برؤوس العقود، و بدئ بزخرفة الجدران و المقرنص الكبير الذي يحمل رقبة القبّة بالمرايا المصنوعة