يظهر من نصوص تاريخية عديدة سنعرض لها أنّ مساحة بحر النجف تغيّرت على طول التاريخ، و كان بحر النجف في القديم أكبر مساحة بكثير ممّا هو عليه في أزمان متأخّرة، و لذا فقد اختلفت تقديرات مساحته باختلاف أزمانها. و ما يرى اليوم عند حافّة الهضبة الصحراوية إلى الجنوب الغربي من مدينة النجف منخفضات كان وجودها يساعد على اندفاع المياه و انحدارها من الفرات، فأصبحت هذه المنخفضات محلاّ لاجتماع المياه، و قد تغيّر بسبب ذلك مجرى نهر الفرات عدّة مرات.
يقال عن هذه المنخفضات بأنّها من أراضي الطفوف التاريخية، و ربّما تقدّر مساحتها السطحية بين 150 أو 200 ألف مشارة، و تقدّر مسافتها من حدود المشخاب إلى رأس المنخفض الكائن غرب النجف بمسافة قدرها 30 كيلومترا، و هذه البحيرة تنخفض عن مستوى ماء الفرات بين الكوفة و أبو صخير بما يقدّر في أعمق نقطة منه 40 مترا. [1]
قال الرحّالة بارلو الذي زار النجف سنة 1307 هـ-1889 م: إنّ النهر المسمّى نهر الهنديّة يجري في الجهة اليمنى من الفرات و هو يحمل نصف مياه نهر الفرات، فيترك مدينة كربلاء على جهته الغربية و أطلال بابل في الجهة الشرقية، ثمّ يصل إلى مدينة النجف فيصبّ هناك في بحيرة تسمّى"بحر النجف"يبلغ طولها 60 ميلا و عرضها 30 ميلا. [2]