أقول: فلا يتوهّم من أن نهر التاجيّة الذي ذكره ياقوت الحموي هو هذا، لاختلاف تاريخهما. قال ياقوت: "و التاجيّة نهر عليه كور بناحية الكوفة". [1] فإنّ الحموي توفي سنة 626 هـ، و النهر و الكور الذي عليه من إعمار القرن السادس على أقل تقدير، و نهر التاجيّة الذي أمر بحفره الجويني كان جريان الماء فيه سنة 676 هـ.
و ذكر المؤرّخ محمد بن خاوند شاه: أنّ عطاء الملك الجويني أنفق على النهر الذي حفره إلى أرض النجف بما يزيد على مئة ألف دينار أحمر، و قد وصل الماء إلى مسجد الكوفة. [2] و سبق ذلك أن عمل الجويني بركة في مسجد الكوفة، ابتدئ العمل بها في ذي القعدة أو أوائل ذي الحجّة سنة 667 هـ، و فرغ منها سنة 669 هـ. [3]
قال شيخنا البحّاثة محمد حرز الدين: حدّثني أهل الآثار من مشايخ النجف الأشرف عن أشياخهم: أنّ القناة العظمى التي تجيء إلى النجف من طريق كربلاء ممّا بين الشمال و الشرق و تدخل فيه لها مداخل و طرق مخصوصة. بدأ العمل بها كما هو مرسوم في كتيبة فخار فيه سنة ستمئة و إحدى و ستين، و تمّ العمل بها سنة ستمئة و إحدى و سبعين فمدّة العمل كانت عشر سنين، و أنّ المؤسّس الأوّل لحفر هذه القناة هم آل بويه. [4]
و ليس ببعيد أنّ هذه القناة جاءت على اسس حفريات البويهيين المندرسة، و اعيد فتحها في عصر الإيلخانيين في القرن السابع بأمر الصاحب عطاء الملك بن محمد الجويني صاحب ديوان الدولة الإيلخانية.