و من محلاّت النجف الصغيرة التي هجر اسمها و ادمجت في محلّة العمارة هي محلّة المسيل، كما ذكرت في صكّ دار بيت عرب مؤرّخ سنة 1275 هـ.
موقعها غربي مدينة النجف القديمة ممّا يلي جرف بحر النجف. و قيل في سبب تسميتها أنّ أرضها مسيل مياه الأمطار القادمة من ظهر الوادي الذي عليه بلد النجف الأشرف، لانخفاض هذه البقعة عن البلد و جريان المياه المجتمعة عليها باتجاه البحر.
و يبدو أنّ دور محلّة المسيل كانت منفصلة عن المدينة القديمة بمساحات غير معمورة، و بهذا أشار شيخنا الحجّة بقوله: و في عصرنا اتصلت بلدة النجف بها و تعدّت حدودها بكثير. [1]
كما أنّ هناك شارع يعرف بشارع المسيل يبتدئ من جهة الشرق و ينتهي بالغرب بآخر مقاطع له نازل من سفح جبل شرفشاه، و هذا الشارع عرف أخيرا بشارع آل الجزائري، و له ذكر في الحوادث الصفوية سنة 1032 هـ و في ذلك العهد كانت به تنتهي محلّة العمارة.
و من البيوت العلمية التي قامت في محلّة المسيل، كما ذكرها شيخنا محمد حرز الدين، بيت العالم الزاهد الشيخ راضي بن علي بك الفتلاوي المتوفى سنة 1299 هـ التي تقرب من دارنا، و أمامها دار الشيخ شاهر بن الشيخ نون بن الشيخ عبد الواحد بن الشيخ عبد الخضر بن الشيخ راشد العبودي المتوفى سنة 1255 هـ. و العبودي نسبة إلى القبيلة الشهيرة"العبودة". [2]
[2] خرج من هذا البيت في النجف جماعة من العلماء و أهل الفضل. كما نبغ منه الشيخ مشهد بن الشيخ عبد الواحد بن الشيخ عبد الخضر بن الشيخ راشد، و صار البيت يشتهر ببيت الشيخ مشهد، و لهذه الأسرة مكتبة كبيرة جلّها من نفائس المخطوطات، و قدّ وزّع بعض رجالهم تلك المكتبة