أراد الملك البويهي معزّ الدولة أحمد بن بويه [1] أن يجعل للعلويين مكانة خاصة، فأسّس لهم نقابة لإدارة شؤونهم. و للنقابة فروع في النجف و الكوفة و كربلاء و الحلّة.
ثمّ كثرت الفروع فكانت في البصرة و الموصل. و كان نقيب النقباء في بغداد.
و أوّل نقيب نصبه معزّ الدولة هو الشريف حسين والد السيّدين الرضي و المرتضى، و كانت النقابة النجفيّة تضمّ الكوفة، و ربّما كانت مضمومة إلى نقابة الحلّة.
و النقيب في اللغة هو كالعريف على القوم، المقدّم عليهم، الذي يتعرّف أخبارهم، و ينقّب عن أحوالهم أي يفتّش. و كان النبي صلّى اللّه عليه و آله قد جعل ليلة العقبة كلّ واحد من الجماعة الذين بايعوه بها نقيبا على قومه و جماعته، ليأخذوا عليهم الإسلام و يعرّفوهم شرائطه، و كانوا اثني عشر نقيبا كلّهم من الأنصار، و كان عبادة بن الصامت منهم. [2]
ثمّ توسّع معنى النقابة بعد ما أسّست في العهد البويهي.
قال أبو الحسن الماوردي المتوفى سنة 450 هـ: النقابة موضوعة على صيانة ذوي الأنساب الشريفة عن ولاية من لا يكافئهم في النسب، و لا يساويهم في الشرف، ليكون عليهم أحبى و أمره فيهم أمضى، و هي على ضربين: خاصة و عامة.
أما الخاصّة فهو أن يقتصر بنظره على مجرّد النقابة من غير تجاوز لها إلى حكم
[1] ستأتي ترجمته في أحداث سنة 334 هـ، في الجزء الثاني من كتابنا.