نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 3 صفحه : 586
و أخرج أيضا [1] بإسناده عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسيني، قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى (ع):
اني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما. فقال: يا أبا القاسم، ما منا إلا و هو قائم بامر اللّه عز و جل و هاد إلى دين اللّه. و لكن القائم الذي يطهر اللّه عز و جل به الأرض من أهل الكفر و الجحود، و يملؤها عدلا و قسطا، هو الذي تخفى على الناس ولادته ... و هو الذي تطوى له الأرض ... الخبر.
و أخرج الطبرسي [2] بسنده إلى علي بن الحسين بن خالد، قال: قال الرضا (ع)- في حديث طويل عن المهدي (ع)-:
و هو الذي تطوى له الأرض.
إلى غير ذلك من الأخبار.
و هذه الأخبار واضحة الدلالة و بشكل مكرر، على استعمال البث التلفزيوني في الدولة المهدوية. فالإمام المهدي نفسه يستعمله و ربما يكثر من استعماله، حتى «لا يبقى أهل بلد إلا و هم يرون أنه معهم في بلدهم» و حتى «لا يكون بينهم و بين القائم بريد».
و هي مسافة معينة من الأرض بالمسح القديم، و من المعلوم أن الصورة التلفزيونية أقرب إلى الناظر من هذه المسافة بكثير. غير أن عصر صدور هذه الأخبار لم يكن يسمح بالبيان أكثر من ذلك. و الحديث قد نفى أن يكون بينهم و بينه مقدار بريد، فقد لا تتجاوز المسافة بين الناظر و الصورة أكثر من مترين.
و عن هذا الطريق «يكلمهم فيسمعون، و ينظرون إليه و هو في مكانه». أنظر لصراحة الخبر الصادر قبل أكثر من ألف عام في ذلك. انه في الواقع لا زال في مكانه، و لكن البث التلفزيوني «الحي» يجعلهم يسمعون كلامه و ينظرون إليه. و ليس في الخبر أنهم يكلمونه أيضا، لتعذر ذلك تلفزيونيا.
و ليس استعمال هذا البث مقتصر على الإمام المهدي (ع)، بل يشمل سائر الأخوة في الإيمان، حيث نجد «أن المؤمن في زمان القائم (ع) و هو بالمشرق ليرى أخاه الذي في