نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 3 صفحه : 266
و أخرج المفيد في الإرشاد [1] عن المفضل بن عمر الجعفي عن أبي عبد اللّه (ع) في حديث، بعد أن ذكر مبايعة القائم، قال:
و قد وافاه ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا، فيبايعونه. و يقيم بمكة حتى يتم أصحابه عشر آلاف نفس، ثم يسير منها إلى المدينة.
و أخرج الصدوق في إكمال الدين [2] بسنده عن أبي بصير قال: سأل رجل من أهل الكوفة أبا عبد اللّه (ع): كم يخرج مع القائم (ع)؟ فإنهم يقولون: إنه يخرج مثل عدة أهل بدر، ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا. قال:
ما يخرج إلا في أولي قوة. و ما يكون اولوا قوة أقل من عشرة آلاف.
إلى غير ذلك من الروايات. و هناك بعض الروايات تقوم بتعداد أماكن و (جنسيات) أصحاب الإمام المهدي (ع) و تعرب أيضا عن (المشكلة القانونية) التي سيحدثها وجودهم في مكة قبل الظهور، و سنسمع طرفا منها في هذا الفصل. كما أن هناك من الروايات ما يوضح شجاعتهم و إيمانهم و إخلاصهم لقائدهم و الأعمال الموكولة إليهم.
و هذا ما سنذكره فيما بعد كلّا في مكانه المناسب.
الجهة الثانية: في أهمية أصحاب الإمام المهدي (ع).
يكتسب أصحاب الإمام المهدي (ع) أهميتهم من جهة كونهم ناجحين و ممحصين في التمحيص الإلهي الذي كان ساري المفعول في عصر الغيبة الكبرى، كما عرفنا. فقد أثبتوا- من خلال التمحيص الذي عاشوه- جدارتهم و إخلاصهم و قدرتهم على التضحية الكبرى في سبيل الأهداف الإسلامية العليا.
و هذه هي الجهات الرئيسية التي تميز المؤمن الحقيقي، و المشارك الرئيسي في تنفيذ الأهداف الإسلامية، عن غيره. و كلما كان الهدف أوسع و أكبر احتاج إلى تركيز في الإيمان و الإخلاص، بشكل أعمق. فكيف لو كان هدفا عالميا لم ينله فيما سبق أي قائد كبير و لا نبي عظيم. و إنما كان خط الأنبياء و المرسلين، و ما نالته البشرية من مظالم و ما أدته من تضحيات، كلها من مقدمات هذا الهدف الكبير و إرهاصاته. و قد كان التخطيط العام السابق على الظهور مركزا من أجل إنتاج هؤلاء على المستوى المطلوب لهذا الهدف.