نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 96
و قد كتب أيضا رسالة خاصة في ذلك سماها «جنة المأوى» ألحقت بالجزء الثالث عشر من البحار، يذكر فيها تسعا و خمسين حادثة.
و هناك على الالسن و المصادر الأخرى ما يزيد على ذلك بكثير.
على أننا سبق أن ذكرنا في تاريخ الغيبة الصغرى [1] أنه يحتمل- إن لم يكن يطمئن أو يجزم- بأن هناك مقابلات غير مروية أساسا، و ان المهدي (عليه السلام) يتصل بعدد من المؤمنين في العالم في كل جيل، مع حرصهم على عدم التفوه بذلك و كتمه إلى الأبد، تحت عوامل نفسية مختلفة شرحناها هناك. بل من الممكن القول بأن المقابلات غير المروية أكثر بكثير من المقابلات المروية.
و على أي حال، فينبغي أن نتكلم في ما وردنا من الأخبار، من حيث تحميص أقسامها، و من حيث معطيات مدلولها، في ضمن عدة أمور:
الأمر الأول:
في تمحيص هذه الروايات، و معرفة أقسامها، فإنها ليست على نسق واحد و أسلوب مطرد في مقابلة المهدي (عليه السلام)، بل يختلف الحال فيها اختلافا كبيرا. و مرد هذا الاختلاف إلى الاختلاف في ظروف الشخص الرائي و مقدار وثاقته و ضعفه و سنح الهدف الذي يستهدفه الإمام من وراء المقابلة، و طريقة التخطيط الذي يضمن به سلامته و إخفاء نفسه. و بذلك تكاد تختلف كل رواية عن الأخرى ... و ما يمكن أن يعنون من الاختلافات هو ما نذكره في الأقسام التالية، نذكره بنحو قابل للتداخل و إمكان اندراج رواية واحدة في أكثر من قسم واحد:
القسم الأول:
ما كان منها متضمنا لاسناد أكثر من معجزة واحدة للإمام المهدي (عليه السلام): اثنتين أو ثلاث ... و قد تصل إلى أربع.
و قد سبق أن ذكرنا أنه لا حاجة إلى المعجزة إلا بمقدار إقامة الحجة، و يكون