responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 540

فإن كان مما حدث فيما سبق، فقد عرفنا أنه هو محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. و أنه أحد الثائرين بوجه الدولة العباسية في عصورها الأولى.

و إن كان مما لم يحدث، فيكفينا مجرد التنبوء بمقتله و اهميته لنعرف أنه مقتول بين الظالمين المنحرفين لا محالة. على أن مكان مقتله، و هو ما بين الركن و المقام يدلنا على أهمية مقتله و خطورته بنظر قاتليه و المعتدين عليه، حيث لا يكون بامكانهم القبض عليه أو تأجيله أو اخراجه من المسجد الحرام، بل يكون من مصلحتهم استعجال قتله هناك، و هتك الحرمة الاسلامية الكبرى لذلك المسجد المقدس. و ما ذلك إلا لعمق دعوته و صراحتها في الحق، و مجافاتها لمسالك الظلم و الانحراف.

و سوف نفصل الكلام، طبقا لهذا الفهم، في التاريخ القادم، و سنعرف أنه يصبح رسول المهدي (ع) إلى المسلمين، و أنه يقتل قبل ظهوره بقليل.

المستوى الثالث:

ما كان على مستوى التنبيه الالهي الاعجازي على خطورة الانحراف و قرب الظهور.

و أهم ما يندرج في ذلك: الصيحة و النداء باسم المهدي (ع) و كسوف الشمس في وسط الشهر و خسوف القمر في آخره. و هي و إن كان بالامكان حملها على الرمز، إلا أنه بعيد. و المعتقد أن الدلالة عليها صريحة غير رمزية. و قد سبق أن عرفنا مالها من التأثير في تنبيه المؤمنين الممحصين على قرب الظهور، و لزوم المبادرة إلى نصرة الامام المهدي (عليه السلام).

و أما المعجزات الأخرى المروية، فليست على هذا المستوى الثالث: أما النار التي تخرج من الحجاز تضي‌ء لها أعناق الابل في بصرى، فقد حملناها على ظهور المهدي (ع) نفسه. و معه لا معنى لادراجها في العلامات.

و أما النار التي تخرج من قعر عدن أو من اليمن، تسوق الناس إلى المحشر، فهي على تقدير ثبوتها بعد التشدد السندي، من علامات القيامة المتأخرة عن الظهور، لا من علامات الظهور نفسه. و كذلك خروج الشمس من مغربها، إلا إذا حملنا ذلك على الرمز إلى ظهور المهدي (ع) نفسه، كما سبق أن حاولنا أن نفهمه. و على كلا التقديرين، فهو ليس من علامات الظهور.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 540
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست