نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 508
و على أي حال، فليس هناك أي دليل على صدور مثل هذه الروايات بعد هذا الثائر العلوي. ان لم يكن المظنون خلافه.
القرينة الثالثة:
إن هذا الثائر العلوي لم يكن زكيا ممحصا، إذن، فلا بد ان نتوقع مقتل مخلص ممحص بعد ذلك، غير هذا الثائر.
و الدليل على انحرافه ادعاؤه المهدوية، فيما يروي عنه في مقاتل الطالبيين.
و قد قدمه أبوه على أنه هو المهدي، بعد زوال الدولة الأموية و قبل تأسيس الدولة العباسية، قائلا في خطبة له في بني هاشم [1]: «و قد علمتم أنّا لم نزل نسمع أن هؤلاء القوم إذا قتل بعضهم بعضا خرج الأمر من أيديهم فقد قتلوا صاحبهم- يعني الوليد بن يزيد- فهلم نبايع محمدا، فقد علمتم أنه المهدي.
فقال له الامام الصادق (ع): «أنها و اللّه، ما هي إليك و لا إلى بنيك، و لكنها لهؤلاء، و ان ابنيك لمقتولان» [2].
و كان محمد بن عبد اللّه بن الحسن، منذ كان صبيا، يتوارى و يراسل الناس بالدعوة إلى نفسه، و يسمى بالمهدي [3].
و لسنا نريد أن ندخل في مناقشة ذلك، و يكفينا اليقين بأنه قتل قبل أن يملك العالم، و هو دليل كاف على كذب المدعي، كما قلنا. و لكن المقصود أنه على هذا المسلك لا يكون زكيا بل كذابا منحرفا. إذن فلا بد أن نتوقع مقتل شخص آخر يكون زكيّا ممحصا غير هذا الثائر.
و الالتزام بانحراف هذا الثائر، لو صح هذا النقل التاريخي، أمر لا مناص منه. و لكنه لا ينفي كونه هو المقصود بالتنبؤ، في علامات الظهور.
و أما تسميته بالنفس الزكية، فقد سماه بذلك من كان يعتقد بكونه زكيا، حتى اشتهر به، و قد استعمل لقبه في الروايات طبقا لشهرته.