responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 505

المعنى الأول:

ما هو المطلوب إسلاميا من الفرد المسلم من قوة الايمان و الارادة و اندفاع الاخلاص و التضحية. و معه يكون المراد بالنفس الزكية مع غض النظر عما يأتي في الأمر الثالث- شخصا من المخلصين الممحصين في الغيبة الكبرى، و أنه يقتل نتيجة للفتن و الانحراف.

المعنى الثاني:

أن يكون المراد من الكمال- في هذا الصدد-: البراءة من القتل. فيكون مساويا لقوله عز و جل: أَ قَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ، لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً [1].

و لعل التعبير بالنفس الزكية بالقرآن يوحي تماما بأن المراد من الأخبار نفس ذاك المعنى، و هو البراءة من القتل.

غير أن الذي يقرب المعنى الأول، و يكون قرينة عليه، هو أن المنساق و المتبادر من كل واحدة من هذه الروايات، إن المراد بالنفس الزكية رجل معين يكتسب مقتله أهمية خاصة. و لا شك أن هذا منسجم مع المعنى الأول. لأن مقتل الرجل المخلص الممحص، لا يكون- عادة- إلا على صعيد عال من مستويات العمل الاسلامي، فيكون ملفتا للنظر اجتماعيا، و مثيرا أسفا إسلاميا عميقا. بخلافه على المعنى الثاني، إذ مجرد كون المقتول بريئا من القتل لا يكسبه أهمية خاصة و لا يكون مقتله ملفتا للنظر، على حين ينبغي أن تكون العلامة مما يعرف- عادة- بين الناس، و إلا سقطت فائدة دلالتها على الظهور.

على أنه على هذا المعنى الثاني، يمكن حمله على معنى كلي واسع. و يكون المراد: أن من آثار عصر الفتن و الانحراف أن يقتل عدد من الناس بدون ذنب.

و هذا ما حدث فعلا على أعداد ضخمة من البشر على مر التاريخ.

فإن كان المعنى الأول منسجما مع ما هو المنساق و المفهوم من هذه الروايات، دون المعنى الثاني، تعين الحمل عليه. و لا تكون الآية قرينة عليه. لإمكان أن يكون المراد من النفس الزكية من الآية المعنى أيضا، أو أن يختلف معنى الآية عن معنى الرواية.


[1] الكهف: 18/ 74.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 505
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست