نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 485
الحرة [1] و لا هجوم القرامطة على الكعبة و سفكهم الدماء في المسجد الحرام و خلعهم الحجر الاسود و نقله الى هجر [2].
و اذا لم تكن مكة و المدينة محصنتين تحصينا إلهيّا قهريّا ضد هذه الحوادث و امثالها، فلا معنى لمنع الدجال عنهما بهذا الشكل على أي حال.
الشكل الثاني:
ان تكون الحرمة تكليفية، تشبه في فكرتها حرمة القتل و السرقة، مع امكان الفعل بحسب أصله. و تنشأ هذه الحرمة من أحد سببين محتملين، ان تم أحدهما فهو، و الا كانت هذه الحرمة منتفية أيضا.
السبب الاول:
ان الدجال شخص كافر نجس، كالكلب و الخنزير في نظر الاسلام.
فيحرم عليه دخول الحرمين المقدسين.
و لا نريد ان نناقش في كفر الدجال و نجاسته، الا ان حرمة دخوله، على هذا التقدير، من تكليف المسلمين، فيجب عليهم دفعه عنها و صده عن دخولها ان استطاعوا. أما هو فلا يشعر بهذه الحرمة، لانه كافر، و هو خلاف ظاهر الحديث.
السبب الثاني:
ان يكون سبب الحرمة تحصين اهل مكة و المدينة من الغواية و الانحراف الذي يعطيه الدجال.
و هذه الحرمة صحيحة، و ثابتة لمعطي الانحراف و اخذه. الا انها غير مختصة باهل مكة، بل شاملة لكل الناس. على انها قد شرعت لاجل وضع الناس تحت التمحيص و الاختبار، و من حيث اطاعة هذا التشريع و عصيانه، بما في ذلك اهل الحرمين و الدجال نفسه، فلا معنى لان يكون التحصين مكتسبا