responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 468

تحت عشرات الشعارات و المصالح بل المئات منها. و أما المؤيدين المغرورين بكل غاية من هذه الغايات، و المتحمسين لها على اعتبارها الغاية القصوى في الكون بزعمهم ... فأفرادهم يعدون بالآلاف بل بالملايين.

و لكن النبي (ص) لم يكن يمكنه التصريح قبل أكثر من ألف عام لا بعشرين ألف. حفظا لقانون: «كلم الناس على قدر عقولهم». و لم يكن المجتمع يومئذ بقادر على تفهم شي‌ء مما وقع بعد ذلك، بأكثر مما صرح به الحديث الشريف. فان مجموع الممالئين لأوروبا بنص الحديث الشريف مائة و ستون ألفا من الناس.

و أما ما أضافه أبو داود إلى الحديث، و هو قوله: «و يثور المسلمون إلى أسلحتهم، فيقتتلون، فيكرم اللّه تلك العصابة بالشهادة ..» فهو عبارة عن الثورات التي يقوم بها المسلمون خلال التاريخ، ضد الملحمة الكبرى: الاستعمار و التعبير بالثورة أوضح قرينة على ذلك.

و قوله: «فيقتتلون»، يعني معسكر المسلمين و معسكر الروم، أو المستعمرين.

إلا أن الاستعمار سيكون أقوى من أن يقهر، و المسلمون الثائرون بالرغم من اندفاعهم و اخلاصهم أقل عددا و عدة من أن يستطيعوا الدفاع الحقيقي البليغ. بل هم لا محالة- على أفضل تقدير- سيتهاوون في ميدان الشهادة واحدا بعد الآخر «فيكرم اللّه تلك العصابة بالشهادة».

و نحن إذا لاحظنا تاريخ الثورات التي قامت في بلاد الاسلام منذ تاريخ الاستعمار إلى ما بعد بداية القرن العشرين الميلادي ... نجدها قائمة على أساس إسلامي، بشكل و آخر: كثورة الجزائر في بدايتها بقيادة الشيخ عبد القادر الجزائري، و ثورة العشرين في العراق بقيادة الشيخ محمد تقي الشيرازي.

و إنما أصبحت الثورات في العالم تقوم على أساس مادي صرف في العقدين الأخيرين تقريبا. و ذلك تحت التأثير الأوربي المادي الذي غزانا في عقر دارنا و سيطر على أفكارنا و حياتنا، حين لم تجد بلاد الاسلام مقاومة حقيقية و جوابا عسكريا حاسما، على المد المادي الجارف.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 468
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست