نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 40
الإمام الغائب (عليه السلام).
المستوى الثاني:
إذا لم يكن الرائي مأمونا، فيما إذا اقتضت المصلحة مقابلته، فقد يكون بعيد المزار جدا، و يكون المهدي (ع) عالما سلفا بأنه لن يصادفه في مدينته أو في الأماكن التي يطرقها طيلة حياته. و معه فيكون الخطر المشار إليه في السؤال غير ذي موضوع.
المستوى الثالث:
إذا كان الرائي قريبا في مكانه من المنطقة التي يسكنها المهدي (ع) و لم يكن مأمونا، فإنه يحتاج المهدي إلى تخطيط معين لتفادي الخطر المذكور.
و لعل أوضح تخطيط و أقربه إلى الأذهان هو أن يغير زيه الذي يعيش به عادة بين الناس ليقابل الفرد المطلوب بزي جديد. و من هنا نرى الامام المهدي (ع)- على ما دلت عليه الروايات- يقابل الناس بأزياء مختلفة. ففي عدد من المرات يكون مرتديا عقالا و راكبا جملا أو فرسا. و في مرة على شكل فلاح يحمل المنجل، و أخرى على شكل رجل من رجال الدين العلويين [1]. و هذا أحسن ضمان لعدم التفات الناس إلى شخصيته المتمثلة بزيه العادي.
على أن المقابلات تقترن في جملة من الأحيان، بأشكال من الضرورة و الحرج عند الفرد، و هي الضرورة التي يريد المهدي (ع) إزالتها، على ما سنسمع، و مثل هذا الفرد يصعب عليه، و هو في حالته تلك تمييز سحنة الإمام (ع) بشكل يستطيع أن يشخصه بعد ذلك، خاصة و هو في زيه التنكري.
و هناك أساليب أخرى، يمكن اتخاذها في هذا الصدد، لا ينبغي أن نطيل بها الحديث.
و لو فرض أنه احتاج الأمر و انحصر حفظ الإمام (عليه السلام) بالاعجاز بطريق الاختفاء الشخصي، لو قابله الفرد الرائي مرة ثانية، لكان ذلك ضروريا و متعينا.
أو تكون المعجزة على شكل نسيان الرائي لسحنة الإمام (ع) بعد المقابلة.
[1] راجع ذلك في النجم الثاقب في عدد من مواضيع الكتاب.
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 40