نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 397
سنوضح. إذن يكون بين هذا القسم من العلامات و بين بعض الشرائط علاقة سببية لزومية ... فيكون لها في نهاية الشوط، نفس المفهوم الذي للشرائط.
إلا أن هذا لا ينافي ما قلناه، باعتبار أمرين مقترنين:
الأمر الأول:
عدم وقوع العلامة في سلسلة علل الظهور. بل هي من معلومات و نتائج بعض علل الظهور. فلا تكون بذلك من العلل، و إن كان وجودها لزوميا قبل الظهور.
الأمر الثاني:
ورودها في الأخبار كعلامة ملفتة للنظر إلى وجود الظهور. و هي- بلحاظ هذه الزاوية بالتعيين- لم يلحظ فيها سوى الكشف و الدلالة على الظهور ... سواء كانت من علله أو لم تكن. و ليس كذلك حال الشرائط، فانها، غير معروفة النتائج للناس و غير ملفتة لنظرهم على الاطلاق، على ما سنذكر.
إذن، فكل ما ينتج من هذا التسلسل في التفكير، هو ضرورة وجود العلامات قبل الظهور، و هو أمر صحيح و مشترك بين العلامات و الشرائط. و أما أنه ينتج تحويل هذه الأمور من كونها علامات إلى كونها شرائط فلا.
الفرق الثاني:
إن علامات الظهور، عبارة عن عدة حوادث، قد تكون مبعثرة، و ليس من بد من وجود ترابط واقعي بينهما، سوى كونها سابقة على الظهور ... الأمر الذي برّر جعلها علامة للظهور، في الأدلة الاسلامية.
و أما شرائط الظهور، فان لها- باعتبار التخطيط الالهي الطويل- ترابط سببي و مسببي واقعي، سواء نظرنا الى ظرف وجودها قبل الظهور، أو نظرنا إلى ظرف انتاجها بعد الظهور. على ما سنوضح فيما يلي، بعد هذا الفصل.
الفرق الثالث:
إن العلامات ليس من بد أن تجتمع أصلا في أي زمان. بل يحدث أحدها و ينتهي، ثم يبدأ الآخر في زمان متأخر ... و هكذا. كما أنها قد تجتمع صدفة أحيانا. فهي حوادث مبعثرة في الزمان كما أنها مبعثرة بحسب الربط الواقعي.
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 397