responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 334

العزلة مع استشعار كونها طاعة للّه و مع استعداد الفرد في أي وقت للتضحية و الفداء ... تشارك مشاركة فعالة في نجاح الفرد في التمحيص.

الملاحظة الثانية:

إن العزلة عند مطلوبيتها، تكون منتجة للتمحيص بالنسبة إلى الفرد المنعزل خاصة دون غيره. بخلاف العمل، حين يكون مطلوبا، فانه ينتج تمحيص الفرد القائم بالعمل و غيره.

و من هذا الفرق إلى الفرق بين المفهومين، في أنفسهما، فان العمل حيث يعني الاتصال بالغير بنحو أو بآخر، فإنه يجعل كلا الطرفين تحت التمحيص، ليرى من يحسن السلوك فينجح و من يسيئوه فيفشل.

و أما العزلة، فحيث أنها لا تتضمن طرفا آخر، بل تقتضي الابتعاد عن الغير، في حدودها، فلا تكون منتجة للتمحيص إلا للفرد المعتزل نفسه.

النتيجة الثالثة:

حفظ النفس عن القتل من دون مبرر مشروع. كالذي يحدث فيما لو جاهد في مورد النهي الشرعي عن الجهاد، أو أمر بالمعروف في مورد الضرر البليغ ... أو تابع المنحرفين فأدى به انحرافه إلى القتل ... أو غير ذلك.

و من المعلوم ما في حفظ النفس من الأهمية، لا باعتبار أصل تشريعه، و إن كان مهمّا جدا، بل باعتبار دخله في التخطيط الالهي لليوم الموعود. فان قوانين التمحيص إنما تكون مطبقة في العالم عند وجود الأفراد و قيامهم بالسلوك المعين الذي يربيهم و يحملهم على التكامل. و أما إذا أهلك الفرد أو عدد من الأفراد أنفسهم في غير الطريق الصحيح، فمضافا إلى أنهم سيبوءون بالفشل في التمحيص، فأنهم يتسببون إلى قلة الأفراد الممحصين، و من ثم الناجحين في التمحيص منهم.

إذن فلا بد من الحفاظ على النفس، لكي تتعرض للتمحيص، فلعلها تكون من الناجحين، و تشارك في إيجاد شرط الظهور.

و هذا هو المفهوم الواعي و الغرض الأعمق للتقية الواجبة، المنصوص عليها في‌

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 334
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست