نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 33
المقابلة. ثم يحتجب فجأة فلا يراه أحد، بالرغم من أنه لم يغادر المكان الذي كان فيه. و إذا اقتضت ظهوره لشخص دون شخص تعين ذلك أيضا، إذ قد يكون انكشافه للآخرين خطرا عليه.
و على ذلك تحمل كل أخبار مشاهدة المهدي (ع) خلال غيبته، حتى ما كان خلال الغيبة الصغرى، و خاصة فيما سمعناه في تاريخ الغيبة الصغرى [1] بأن المهدي (ع) ظهر لعمه جعفر الكذاب مرتين؛ ثم اختفى من دون أن يعلم أين ذهب. فإنه يعطي أن الاختفاء كان على شكل هذه الأطروحة.
و أما أخبار المشاهدة خلال الغيبة الكبرى، فبعضها ظاهر في الدلالة على ذلك، بل منها ما هو صريح به. بل أن بعض هذه الأخبار تتوسع، فتنسب الاختفاء إلى فرسه الذي يركبه و خادمه الذي يخدمه، بل حتى الصراف الذي يحوّل عليه شخصا لأخذ المال [2].
و أود أن أشير في هذا الصدد إلى أن هذه الأطروحة في غنى عما نبزه بعض مؤرخي العامة على المعتقدين بغيبة المهدي (ع). من أنه نزل إلى السرداب و اختفى فيه و لم يظهر. كما سبق أن ناقشنا ذلك في تاريخ الغيبة الصغرى [3]. و أن أخبار مشاهدة المهدي (ع) في كل من غيبته الصغرى و الكبرى مجمعة على مشاهدته في أماكن أخرى. و على أي حال، فهذه الأطروحة في غنى عن ذلك، لوضوح إمكان اختفاء المهدي (ع) بشخصه في أي مكان، و لا ينحصر ذلك في السرداب بطبيعة الحال.
و سيأتي في الفصول الآتية، ما يصلح أن يكون تكملة للتصور المترابط للمهدي (ع) بحسب هذه الأطروحة.
الأطروحة الثانية: أطروحة خفاء العنوان:
و نريد به أن الناس يرون الإمام المهدي (ع) بشخصه بدون أن يكونوا عارفين