نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 303
تلقت عن اللّه عز و جل أطروحتها العادلة الكاملة. و بذلك توفر أحد الشرطين السابقين.
إلا أن معنى الانتظار لم يكن يختلف- مع ذلك- اختلافا جوهريا عما سبق.
بمعنى أن الأمل في ذلك الحين لم يكن منعقدا على حدوث اليوم الموعود بغتة و في أي وقت. بل كان المفهوم هو تحققه في المستقبل البعيد أيضا. غاية الفرق عن المرحلة السابقة، هو إحراز المسلمين: أن اليوم الموعود سوف يكون طبقا لأطروحتهم و دينهم، دون غيره.
و هذا واضح جدا، لو لاحظنا طرق التبليغ عن ذلك اليوم من قبل النبي (ص) و الأئمة المعصومين (ع) بعده. أما بالنسبة إلى النبي (ص) فيكفينا اخباراته عن المهدي (ع) و أنه من ولده و عترته و أنه من ذرية فاطمة (عليها السلام)، و أنه يوجد فيملأ الأرض قسطا و عدلا، و أنه من ولد الحسين (ع) و إن صفته كذا و كذا ... إذن فقائد اليوم الموعود ليس هو شخص النبي (ص)، و لن يقوم النبي (ص) بهذه المهمة الكبرى، خلال حياته. كما عرفنا فلسفة ذلك فيما سبق.
إذن فالانتظار في عهد النبي (ص) كان مقترنا باليقين بعدم حدوثه الفوري في ذلك الحين.
و يبقى الانتظار في عصر الأئمة (عليهم السلام)، حاملا لنفس هذا المفهوم.
و يمكن أن نستفيد ذلك من عدة أشكال من الأحاديث التي كانوا (عليهم السلام) يعلنون بها فكرة المهدي (ع) أمام الناس.
كقولهم (ع) أن المهدي هو السابع من ولد الخامس منهم [1] أو قول الإمام الباقر (عليه السلام): و اللّه ما أنا بصاحبكم. قال الراوي: فمن صاحبنا؟ قال:
انظروا من تخفى على الناس ولادته فهو صاحبكم [2]. فهو إذ ينفي عن نفسه أنه المهدي (ع) نعرف أن اليوم الموعود لن يتحقق ما دام في الحياة على أقل تقدير.
و كقولهم: كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى و لا علم، يبرأ بعضكم من