responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 248

و نحن نقتصر على ما في الصحيحين.

و المراد بالهرج بفتح الهاء و سكون الراء، أحد أمرين:

الأول: الاختلاط و الاضطراب المؤدي إلى القتل أو كثرته بين الناس.

و تطبيقه في العالم في عصرنا الحاضر ما يسمى بحرب العصابات أو حرب الشوارع، مع ما تصاحبه من الاضطرابات و البلبلة. و هذا المعنى هو الذي تؤيده المصادر اللغوية.

الثاني: القتل نفسه، و إن لم يصاحبه الاضطراب. كما هو ظاهر بعض الأخبار، فيما أخرجه البخاري‌ [1] حيث فسر الهرج بالقتل في عدة أحاديث، مع احتمال أن يكون التفسير من الراوي.

إلا أن الصحيح رجوع الأخبار إلى المعنى الأول، و ان اندرج المعنى الثاني فيها بطبيعة الحال. فانه قال: و يكثر فيها الهرج و الهرج القتل. إذن فالقتل فيها كثير، و كثرة القتل لا تكون إلا مع البلبلة و الاضطراب. و أما انطباقه على القتل الفردي فلا دليل عليه.

و أما إناطتها بالساعة و جعلها من علاماتها، فهو مما لا يخل بالمقصود لأن المراد وقوع ذلك قبل قيام الساعة، و لو بزمان طويل. و من المعلوم أن كل ما يقع في الغيبة الكبرى فهو واقع قبل قيام الساعة، فيكون من علاماتها و أشراطها بطبيعة الحال. و قد سبق أن ذكر أن كل فساد و انحراف يذكر في الأخبار- عموما- فهو من أوصاف فترة الغيبة الكبرى، المربوطة بالمهدي (عليه السلام). و قد مررنا على ذلك اجمالا، و حولنا برهانه على ما سيأتي:

و في خبر مسلم قوله (ص): العبادة في الهرج كهجرة إليّ ... زيادة على المعنى العام الذي كنا نتوخاه، زيادة واعية إسلاميا و مطابقة للقواعد العامة، يأتي التعرض لها في الناحية الثالثة من هذا الفصل.

فهذا هو المهم من الأخبار الدالة على فساد الزمان بنحو مطلق، من دون‌


[1] ج 9، ص 61.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 248
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست