نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 244
الحديث السابق عن محمد بن علي الجواد (عليه السلام) الذي قال فيه: و فتنة و بلاء يصيب الناس و طاعون و سيف قاطع بين العرب و اختلاف شديد في الناس و تشتت في دينهم و تغير في حالهم.
و إذا كان هذا هو المعنى المراد، فسيلتقي مضمونه بالأخبار الدالة على حدوث التشتت و الاختلاف، التي سوف نذكرها.
المعنى الرابع:
القتل، و ما يقع بين الناس من القتال. و منه قوله تعالى: إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا[1]. و معه تندرج في أخبار حدوث الهرج و المرج و القتل الآتية.
و الصحيح أنه بالامكان إرجاع هذه المعاني إلى معنى واحد، أو فهم الفتنة الواردة في الأخبار على أساس مجموع هذه المعاني. فان التمحيص الالهي، و هو المعنى الأول، ينتج عند الفاشلين فيه الكفر و الضلال، و هو المعنى الثاني. و ليس الكفر و الضلال متمثلا في مذهب معين، بل في كثير من الآراء و المذاهب المتباينة في مدلولها المتناحرة في سلوكها. و من هنا ينتج المعنى الرابع و هو القتل، نتيجة لهذه الفوضى المذهبية أو الفكرية. و من هنا وردت كل هذه الحوادث في الأخبار كما أشرنا و ستطلع عليها تدريجيا.
القسم الثالث:
ما دل على الجزع من صعوبة الزمن و ضيق النفس الشديد منه.
فمن ذلك ما أخرجه البخاري [2] بإسناده عن النبي (ص) قال: لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه. و أخرجه مسلم بنصه [3].