نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 232
نبي الإسلام (صلّى اللّه عليه و آله) و خلفاؤه المعصومون (عليهم السلام) و كثير من صحابته في هذا التبشير. و كان تبشيرهم أهم و أوسع، باعتبار أنهم يحملون إلى العالم نفس الأطروحة العادلة التي سوف تأخذ طريقها إلى التطبيق في اليوم الموعود. فهم أقرب إلى ذلك اليوم و ألصق به من الأنبياء السابقين ... و أشد مسئولية بالتمهيد له و إيجاد المقدمات المؤدية إليه.
فكان أن اضطلع النبي (ص) و من بعده بتهيئة الذهنية العامة للأجيال، عن ذلك بالتركيز على ثلاث قضايا مهمة:
القضية الأولى:
الأخبار بوجود الغرض الالهي الكبير، و التبشير بتحقق اليوم الموعود الذي يأخذ فيه العدل الكامل طريقه فيه إلى التطبيق. و يكفينا من ذلك أن القرآن الكريم نفسه شارك في هذا التبشير حين قال: وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[1] أو حين قال: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ... الخ الآية [2]. أو حين قال: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ*[3] إلى غير ذلك من الآيات.
القضية الثانية:
التأكيد على أن القائد الرائد لانجاز ذلك الغرض الكبير، هو الإمام المهدي (ع) كما ورد في النصوص المتواترة عن النبي (ص) و هي أيضا متواترة عمن بعده. و لإثبات هذا التواتر مجال آخر. و حسبنا أنها أخبار مروية و معترف بصدقها و تواترها من قبل الفريقين.
و إنما كان هذا التأكيد لكي تكون الأمة على علم بمستقبل أمرها من ناحية، و مطلعة على اسم قائدها العظيم من ناحية أخرى. فانه لا ينبغي أن تفاجأ الأمة بالظهور من دون اخبار سابق. و لكي لا تكون هذه القيادة ممكنة الانتحال