نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 216
و الانحراف الذي تعانيه البشرية على مدى التاريخ، من دور في هذا التخطيط الالهي الكبير.
و بقي علينا أن نعرف تفاصيل أعمق و أكثر عن هذا التخطيط، خلال الجهات الآتية، شروعا بما قبل الاسلام و انتهاء بالعصر الحاضر.
الجهة الثانية:
التخطيط الالهي قبل الاسلام.
و المراد به الجزء الذي يعود إلى الفترة السابقة على الاسلام من عمر الخليقة، منذ دخلت عهد الفهم و الادراك إلى حين بعثة نبي الاسلام (صلّى اللّه عليه و آله).
و ذلك: إن التخطيط الالهي الشامل لليوم الموعود، بدأ بوجود الخليقة نفسها، لأنه يعبر عن أسلوب تحقيق الغرض الأساسي من إيجادها. إذن فقد كان هذا التخطيط مستمرا قبل الاسلام و بقي مستمرا بعد الاسلام، و سيبقى نافذا إلى يوم يتحقق به اليوم الموعود بتطبيق الأطروحة العادلة الكاملة.
و ينبغي أن ننطلق في الحديث عن ذلك ضمن عدة نقاط:
النقطة الأولى:
في مشاركة الأنبياء إجمالا في هذا التخطيط.
و هو ما سبق أن حملنا عن ذلك فكرة مختصرة، و ينبغي لنا أن نحمل الآن فكرة تفصيلية عن السر الأساسي لذلك:
إن البشرية في مبدأ أمرها لم يكن يتوفر لديها، بطبيعة الحال، الشرط الأول و الثاني، السابقين، من شرائط تطبيق العدل الكامل [1]. فهي لا تعرف ما هو العدل الكامل، و لا هي مخلصة له أو مستعدة للتضحية في سبيل تطبيقه لو عرفته.
[1] اما الشرط الثالث و هو معرفة الثواب و العقاب الاخرويين فقد كان متوفرا بشكل و آخر في دعوات الأنبياء.
فالمهم اذن هو الحديث عن الشرطين الاولين.
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 216