responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 214

النجاح أيضا أو لا. و هذا هو الذي يفرق هذه الدرجة عن سابقتها.

و هذه الدرجة هي التي تؤهل الفرد لأن يكون واحدا من القواعد الشعبية الصالحة لدولة الحق في اليوم الموعود. أو أن يكون جنديا محاربا خلال الفتح العالمي في ذلك اليوم.

الدرجة الثالثة:

الاخلاص الاقتضائي: و هو أن يكون الفرد محبا للحق و العدل الالهي في دخيلة نفسه و مسايرا لظروف الظلم أو الاغراء إلى حد ما أيضا.

فاننا نجد في كثير من الأفراد انفكاكا بين العقيدة و السلوك. فبينما نجد عقيدته صالحة نجد سلوكه منحرفا نتيجة لاضطراره و ظروفه الشاذة و احتياجه إلى لقمة العيش. و هو في ذات الوقت من الممكن أن يكون مدركا لمعنى الظلم و فظاعته، و للمسؤولية تجاه تعاليم اللّه العادلة. و لكنه يشعر بالقصور عن تطبيقها نتيجة لظروف الضغط و الظلم التي يعيشها. و من ثم فهو يدفن عقيدته و وعيه في قلبه و يساير الظلم و الاغراء إلى بعض الخطوات.

و يمكن في حق مثل هذا الفرد، أنه بمجرد أن ترتفع ظروف الظلم و يبدأ التطبيق العادل ... فانه سوف ينطلق اخلاصه الاقتضائي الكامن، بعد أن ارتفع عنه المانع، و يكون له حركة فعالة في المشاركة و التعاون في ظروف التطبيق الجديد.

الدرجة الرابعة:

أن لا يوجد الاخلاص بأي درجة من درجاته السابقة. و لكن يكون الفرد قد شعر بوضوح نتيجة لظروف التمحيص العالمي، بفشل التجارب التي عاشتها المبادئ و الفلسفات التي ادعت حل مشاكل العالم و تذليل مصاعبه و نشر العدالة و الرفاه في ربوعه. فان هذه المبادئ بعد أن تعيش التجربة و التطبيق، و تتمخض عن نتائجها الرئيسية، سوف يبدو بوضوح للأعم الأغلب من البشر أنها لم تتمخض إلا عن الفساد و الضياع نتيجة لقصورها الذاتي، كما سبق أن أشرنا، و قد أضافت إلى مشكلات العالم لا أنها قد ذللت منها شيئا.

عندئذ ينبثق شعور خفي، في اللاشعور، بالحاجة العالمية الماسة إلى الحل الناجز الذي ينقذ العالم من ورطته و يخرجه من وهدته و يوقظه من رقدته.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست