responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 210

الفردين. و من هنا لا بد من الالتزام بعدم قيام المعجزات لأنها الطريق الأردإ في تربية الأمة.

و السبب في ذلك: هي أن التربية إن وجدت بطرقها الطبيعية، كانت متضمنة لمرتبة عالية من الرشد و النضج من الناحية السلوكية و العقائدية، لأن من الطرق الطبيعية للتربية- على ما سنعرف- التمحيص و الاختبار، و المرور بالتجارب القاسية. فإذا خرج الفرد من التمحيص و التجربة ناجحا منتصرا، كان إخلاصه قد اكتسب نضجا و رشدا لم يكن في السابق، باعتبار أن الفرد أصبح يعرف ما هي ردود الفعل المطلوبة تجاه المصاعب، و ما هي قيمة العدل في حل مشاكل البشرية بازاء الحلول الأخرى الفاشلة التي عرضها الآخرون. و كل ذلك لا يكون إلا خلال ردح طويل من الزمن.

بخلاف المعجزة، فانها إن أحدثت المجتمع الصالح، فإنها لا يمكن أن توجد نضجه و رشده بأي حال، بل سوف يكون مجتمعا فجا و عدلا صوريا بطبيعة الحال. ما لم تفترض أمور أخرى إضافية كنزول الوحي على كل أفراد الأمة ... أو نحو ذلك مما لم تقم عليه الدعوة الالهية على طول خط التاريخ الطويل.

النقطة السابعة:

في محاولة التعرف على الأسباب الطبيعية للتربية و إيجاد الاخلاص.

تتوقف التجربة و الممارسة التي يجب أن تمر بها الأمة في تربيتها الطويلة ...

على أحد عاملين:

العامل الأول:

التطبيق الفعلي الحي للمجتمع العادل المطلق، حتى يراه الناس و يحبوه و يقدموا مصالحه العامة على مصالحهم الخاصة. فان شعور الناس بوجود العدل المطلق مطبقا على وجه الأرض، يكفي بمجرده في توجيه عواطف الناس و صهر إخلاصهم إلى حد بعيد.

العامل الثاني:

مرور الأمة خلال تربيتها بعوامل صعبة و ظروف ظالمة عسرة، تجعلها تتوفر

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست