responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 155

المباشر إلى القلاقل الحادثة. طبقا لقوله تعالى: وَ إِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً [1].

و لذا نراه يقول: أنا زعيم- أي كفيل و ضامن- بنجاة من لم يرم فيها المواطن، يعني مواطن الهلاك، و تجنب الاشتراك الفعلي في القلاقل. و سلك في الطعن منها، يعني الفتن، و الاحتجاج على وقوعها، السبل المرضية في الاسلام بالاعتراض الهادئ و إبداء الرأي الموضوعي الصحيح.

و من هاتين الفقرتين، نفهم رأي الامام (عليه السلام)، في هذه الفتن، و مرارته و أسفه منها، و اعتراضه على مسببيها من أهل الإسلام، بما فيهم بعض قواعده الشعبية.

النقطة الثامنة:

قوله عن هذه الفتن: و هي امارة لأزوف حركتنا، و مباثتكم بأمرنا و نهينا. و اللّه متم نوره و لو كره المشركون.

و لا نستطيع أن نفهم من ذلك، بطبيعة الحال، أنه (عليه السلام) سوف يظهر بعد هذه الفتن فيملأ الأرض قسطا و عدلا، كما ملئت ظلما و جورا. لأن ذلك لم يحدث، فلا يمكن أن يكون الاعراب عن حدوثه مقصودا للمهدي (ع). على أن مقتضى القواعد العامة التي عرفناها، عدم إمكان الظهور في ذلك العصر لعدم توفر شرائطه و من أهمها كون الأمة على مستوى التضحية الحقيقية في سبيل الإسلام و قيادة العالم كله بالعدل الكامل ... و هو ما لم يكن متوفرا يومئذ بكل وضوح.

و سيأتي في القسم الثاني من هذا التاريخ مزيد توضيح لذلك.

و من هنا احتاجت هذه العبارة من الرسالة إلى تفسير.

و ما يمكن أن يكون فهما كافيا لها، طبقا لأطروحة خفاء العنوان، أحد تفسيرين:

التفسير الأول:

أن يكون المراد من الحركة، انتقاله من العزلة إلى المجتمعات، و من البراري و الجبال إلى المدن. باعتبار ما دلت عليه الرسالة نفسها من الاعتزال، و ما قلناه من‌


[1] سورة الفرقان 25/ 72.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست