نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 153
و أما لو أخذنا بأطروحة خفاء الشخص، فيكون تأثيره في خير المجتمع المسلم- مع غض النظر عن الافتراضات الفلسفية أو العرفانية- محتاجا إلى تفسير لمنافاة خفاء الشخص مع الاختلاط بين الناس، كما هو واضح. و يمكن الانطلاق إلى ذلك من أحد طرق:
الطريق الأول:
الدعاء. فان الدعاء المستجاب عمل اجتماعي صحيح، كما سبق أن عرفنا.
الطريق الثاني:
العمل بواسطة خاصته الذين يرونه و يعرفونه، و يراهم الناس و يعرفونهم، و إن جهلوا حقيقة وساطتهم للمهدي (ع).
الطريق الثالث:
عمله شخصيا بين الناس، مع افتراض ارتفاع خفاء الشخص عند الحاجة إلى العمل. فيعود خفي العنوان، إلى حين انتفاء العمل.
النقطة السادسة:
قوله: فاتقوا اللّه جل جلاله، و ظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم، يهلك فيها من حم أجله و يحمى عنها من أدرك أمله.
أمرهم بتقوى اللّه سبحانه، و مظاهرته- أي المهدي نفسه- بمعنى معاونته على انتياشهم أي إخراجهم و إنقاذهم من فتنة قد أنافت أي أشرفت عليهم. يهلك فيها من حم أجله، يعني حل قوت موته، و يحمي فيها من أدرك أمله، و هو البقاء في الحياة.
و ليست هذه الفتنة التي توجب الهلاك، إلا ما كان يقع من حوادث دامية مؤسفة بين أهل المذاهب الاسلامية.
و إن من أهم المهام التي يستهدفها المهدي (ع) الحيلولة دون وقوع هذا الشر و دفع هذا العداء، و لذا نسمعه يأمر قواعده الشعبية بأن يعينوه في إنجاز عمله و إيصاله إلى نتيجته و أخذهم بزمام المبادرة إلى القيام بما توجبه عليهم مسئوليتهم
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 153