نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 146
و نبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون.
أنا غير مهملين لمراعاتكم، و لا ناسين لذكركم، و لو لا ذلك لنزل بكم اللأواء، و اصطلمكم الأعداء. فاتقوا اللّه جل جلاله، و ظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم، يهلك فيها من حم أجله و يحمى عنها من أدرك أمله. و هي امارة لأزوف حركتنا و مباثّتكم بأمرنا و نهينا. و اللّه متم نوره و لو كره المشركون.
اعتصموا بالتقية، من شب نار الجاهلية، يحششها عصب أموية، يهول بها فرقة مهدية. أنا زعيم بنجاة من لم يرم فيها المواطن و سلك في الطعن منها السبل المرضية.
إذا حل جمادي الأولى من سنتكم هذه، فاعتبروا بما يحدث فيه، و استيقظوا من رقدتكم لما يكون في الذي يليه.
ستظهر لكم في السماء آية جلية، و من الأرض مثلها بالسوية. و يحدث في أرض المشرق ما يحزن و يقلق. و يغلب من بعد على العراق طوائف عن الاسلام مرّاق، تضيق بسوء فعالهم على أهله الأرزاق. ثم تنفرج الغمة من بعد ببوار طاغوت من الأشرار، ثم يستر بهلاكه المتقون الأخيار.
و يتفق لمريدي الحج من الآفاق ما يأملونه منه على توفير عليه منهم و اتفاق.
و لنا في تيسير حجهم على الاختيار منهم و الوفاق، شأن يظهر على نظام و اتساق.
فليعمل كل امرئ منكم بما يقربه من محبتنا، و يتجنب ما يدنيه من كراهتنا و سخطنا، فان أمرنا بغتة فجأة، حين لا تنفعه توبة و لا ينجيه من عقابه ندم على حوبة.
و اللّه يلهمكم الرشد، و يلطف لكم في التوفيق برحمته».
و بعده يلي توقيع الإمام المهدي (ع) في ذيل الكتاب، كما أشرنا إليه في الجهة الثانية من هذا الفصل [1].