responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 129

هنا إلى الصباح. فقال: أنا الآن أوصلك بالقافلة. ثم ذهب و ركب حمارا و حمل مسحاته على كتفه و جاء فأردفني به. قال الراوي: فوضع يده على ركبتي و قال:

أنتم لما ذا لا تصلون النافلة؟ النافلة، النافلة، النافلة ... كررها ثلاث مرات. ثم قال: أنتم لما ذا لا تقرءون عاشورا؟ ... عاشورا، عاشورا، عاشورا ... كررها ثلاث مرات. ثم قال: أنتم لما ذا لا تقرءون الجامعة؟ الجامعة، الجامعة، الجامعة، ثلاث مرات. و كان يدور في مسلكه .. و إذا به يلتفت إلى الوراء و يقول: أولئك أصحابك. إلى آخر الخبر [1].

أقول: المراد من النافلة، صلاة الليل، كما فهم الحاج النوري‌ [2] فان الراوي أتى بها في الليل. و هذه الصلاة من أفضل المستحبات في الشريعة. و كل ما أمر به في هذه الرواية فهو من أفضل المستحبات ... على أن يفهم فهما حقيقيا واعيا، بصفته كجزء من كل، مرتبط بالكيان العام للعمل الاسلامي في سبيل اللّه تعالى و إعلاء كلمته. و لهذا أمر المهدي (ع) بالالتزام بها أمرا مؤكدا، بعد أن رأى الناس قد تسامحوا بها و تهاونوا في امتثالها.

و قوله له بعد كل عمل يقوم به الراوي: أ لم تذهب؟ إنما هو لاحتمال أن يكون الراوي التائه في خلال العمل يكون قد خطرت له فكرة للخلاص، و خاصة بعد أن يكون قد توجه إلى اللّه تعالى و توسل إليه. و لما رأى المهدي (ع) أن طرق النجاة مسدودة أمام هذا الرجل، و أنه لا يفكر في إصابة الطريق ... أوصله بنفسه إلى قافلته. و استطاع المهدي (ع) أن يثبت حقيقته بعدة معجزات «مخففة» غير ملفتة للنظر، ذكرنا بعضها و أحلنا الباقي على المصدر الذي اعتمدناه.

فهذه عشرة أهداف، مما يتوخاه الامام المهدي (ع) في عمله من مقابلة الأفراد ... مما قد يكون له- في المدى البعيد- أعمق الأثر على صعيد اجتماعي عام و عدد من الأفراد كبير. و للمهدي (ع) أهداف أخرى، تظهر لمن يراجع أخبار المشاهدة، نعرض عنها آسفين، توخيا للاختصار.


[1] انظر النجم الثاقب، ص 343، و مفاتيح الجنان، ص 551.

[2] انظر النجم الثاقب، ص 344.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست