نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 121
ادعاه الراوي؟.
و الواقع أننا لم نجد رواية تتكفل هذا المدلول الواسع. و لكننا إذا استعرضنا التاريخ المعروف، لم نجد واضعا للحجر إلا من الأنبياء و الأولياء. فإبراهيم (عليه السلام) هو الذي وضع الحجر حين بنى الكعبة و وضع أسس البيت العتيق.
و رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) هو الذي وضع الحجر قبل نبوته حين بنيت الكعبة في الجاهلية و اختلفت القبائل فيمن يضع الحجر و الحادثة معروفة، و مروية في التاريخ [1]. و حين أخرب الحجاج بن يوسف الكعبة المقدسة في صراعه مع عبد اللّه بن الزبير ... أعادوا بناءها من جديد، و كان واضع الحجر هو الإمام زين العابدين [2].
و هذا الراوي في الرواية التي نناقشها، ينسب وجود مثل هذه القاعدة العامة، أعني أن الحجر الأسود لا يضعه إلا الحجة في الزمان ... ينسبها إلى الكتب، و ظاهره كونها مسلمة الصحة، فلعله كانت هناك أدلة أكثر و أوثق قد بادت خلال التاريخ و اللّه العالم بحقائق الأمور.
السؤال الثاني:
لو ثبتت هذه الفكرة كقاعدة عامة، و صادف أن زال الحجر الأسود من مكانه في بعض عصور الغيبة الكبرى، فكيف يتسنى للمهدي (ع) إرجاعه، و هو حجة الزمان، إلا بانكشاف أمره و ارتفاع غيبته و اطلاع الناس على شخصه.
و الجواب على ذلك: أن أهم ما يمكن أن يكون ساترا لشأنه و صائنا لسره حين وضعه الحجر، هو عدم معروفية هذه الفكرة لدى الناس و عدم اشتهارها بينهم، بل و عدم قيام دليل واضح عليها، كما سمعنا. و لعله من أجل ذلك لم يصدر في الشريعة الإسلامية مثل هذا الدليل الواضح على ذلك. و لعلك لاحظت من خلال هذه الرواية التي نناقشها أن الذي عرف هذه الفكرة هو واحد من الآلاف المحتشدة بما فيهم العلماء و الكبراء. و من هنا استطاع أن يشخص في واضع الحجر