responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 9  صفحه : 233

و ذكر عن ابى حشيشه انه كان يقول: كان المأمون يقول: ان الخليفة بعدي في اسمه عين، فكان يظن انه العباس ابنه فكان المعتصم، و كان يقول: و بعده هاء، فيظن انه هارون، فكان الواثق، و كان يقول: و بعده اصفر الساقين، فكان يظن انه ابو الحائز العباس فكان المتوكل ذلك، فلقد رايته إذا جلس على السرير يكشف ساقيه، فكانا أصفرين، كأنما صبغا بزعفران.

و ذكر عن يحيى بن أكثم، انه قال: حضرت المتوكل، فجرى بيني و بينه ذكر المأمون و كتبه الى الحسن بن سهل، فقلت بتفضيله و تقريظه و وصف محاسنه و علمه و معرفته و نباهته قولا كثيرا، لم يقع بموافقه بعض من حضر، فقال المتوكل: كيف كان يقول في القرآن؟ قلت: كان يقول: ما مع القرآن حاجه الى علم فرض، و لا مع سنه الرسول(ص)وحشه الى فعل احد، و لا مع البيان و الافهام حجه لتعلم، و لا بعد الجحود للبرهان و الحق الا السيف لظهور الحجه فقال له المتوكل: لم ارد منك ما ذهبت اليه من هذا المعنى، قال له يحيى: القول بالمحاسن في المغيب فريضة على ذي نعمه، قال: فما كان يقول خلال حديثه، فان المعتصم بالله ي(رحمه الله) كان يقوله، و قد انسيته؟ فقال: كان يقول: اللهم انى احمدك على النعم التي لا يحصيها احد غيرك، و استغفرك من الذنوب التي لا يحيط بها الا عفوك.

قال: فما كان يقول إذا استحسن شيئا او بشر بشي‌ء، فقد كان المعتصم بالله امر على بن يزداد ان يكتبه لنا، فكتبه فعلمناه ثم انسيناه؟ قال: كان يقول: ان ذكر آلاء الله و نشرها و تعداد نعمه و الحديث بها فرض من الله على أهلها، و طاعه لأمره فيها، و شكر له عليها، فالحمد لله العظيم الآلاء، السابغ النعماء بما هو اهله، و مستوجبه من محامده القاضيه حقه، البالغه شكره، الموجبه مزيده على ما لا يحصيه تعدادنا، و لا يحيط به ذكرنا، من ترادف مننه، و تتابع فضله، و دوام طوله، حمد من يعلم ان ذلك منه، و الشكر له عليه فقال المتوكل: صدقت، هذا هو الكلام بعينه، و هذا كله حكم من ذي حنكه و علم، و انقضى المجلس‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 9  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست