نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 9 صفحه : 229
خرج الى الشط، فصار الى زورق، فقعد فيه و معه جعفر بن حامد، و غلام له، فصار الى منزل المعتز، فسال عنه فلم يصادفه، فقال: إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ! قتلني و قتل نفسه، و تلهف عليه، و اجتمع الى عبيد الله اصحابه غداه يوم الأربعاء من الأبناء و العجم و الأرمن و الزواقيل و الاعراب و الصعاليك و غيرهم و قد اختلف في عدتهم، فقال بعضهم: كانوا زهاء عشرين الف فارس و قال آخرون: كان معه ثلاثة عشر الف رجل، و قال آخرون:
كان معه ثلاثة عشر الف لجام، و قال المقللون: ما بين الخمسة آلاف الى العشرة آلاف، فقالوا له: انما كنت تصطنعنا لهذا اليوم، فامر بأمرك، و اذن لنا نمل على القوم ميله، نقتل المنتصر و من معه من الاتراك و غيرهم فأبى ذلك، و قال: ليس في هذا حيله، و الرجل في ايديهم- يعنى المعتز و ذكر عن على بن يحيى المنجم انه قال: كنت اقرا على المتوكل قبل قتله بايام كتابا من كتب الملاحم، فوقفت عن قراءته و قطعته، فقال لي:
ما لك قد وقفت! قلت: خير، قال: لا بد و الله من ان تقرأه، فقراته وحدت عن ذكر الخلفاء، فقال المتوكل: ليت شعرى من هذا الشقي المقتول! و ذكر عن سلمه بن سعيد النصراني ان المتوكل راى اشوط بن حمزه الأرمني قبل قتله بايام، فتافف برؤيته، و امر باخراجه، فقيل له:
يا امير المؤمنين، ا ليس قد كنت تحب خدمته؟ قال: بلى، و لكنى رايت في المنام منذ ليال كأني قد ركبته، فالتفت الى و قد صار راسه مثل راس البغل فقال لي: الى كم تؤذينا! انما بقي من اجلك تمام خمسه عشر سنه غير ايام قال: فكان بعدد ايام خلافته.
و ذكر عن ابن ابى ربعي انه قال: رايت في منامي كان رجلا دخل من باب الرستن على عجله و وجهه الى الصحراء و قفاه الى المدينة، و هو ينشد:
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 9 صفحه : 229