responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 654

في شعرى و امدحك عند الخليفة، افهم هذا قلت: قد صدقت، فقال:

اما إذ أبديت ما في ضميرك، فقد ذكرتك، و اثنيت عليك، فقلت: فانشدنى ما قلت، فانشدنيه، فقلت: احسنت، ثم ودعني و خرج فاتى الشام، و إذا المأمون بسلغوس قال: فأخبرني، قال: بينا انا في غزاه قره، قد ركبت نجيبي ذاك، و لبست مقطعاتى، و انا اروم العسكر، فإذا انا بكهل على بغل فاره ما يقر قراره، و لا يدرك خطاه قال: فلتقانى مكافحه و مواجهه، و انا اردد نشيد ارجوزتى، فقال: سلام عليكم- بكلام جهوري و لسان بسيط- فقلت: و عليكم السلام و رحمه الله و بركاته، قال: قف ان شئت، فوقفت فتضوعت منه رائحه العنبر و المسك الاذفر، فقال: ما اولك؟

قلت: رجل من مضر، قال: و نحن من مضر، ثم قال: ثم ما ذا؟

قلت: رجل من بنى تميم، قال: و ما بعد تميم؟ قلت: من بنى سعد، قال:

هيه، فما اقدمك هذا البلد؟ قال: قلت: قصدت هذا الملك الذى ما سمعت بمثله اندى رائحه، و لا اوسع راحه، و لا اطول باعا، و لا أمد يفاعا منه.

قال: فما الذى قصدته به؟ قلت: شعر طيب يلذ على الأفواه، و تقتفيه الرواه، و يحلو في آذان المستمعين، قال: فانشدنيه، فغضبت و قلت:

يا ركيك، اخبرتك انى قصدت الخليفة بشعر قلته، و مديح حبرته، تقول:

أنشدنيه! قال: فتغافل و الله عنها، و تطامن لها، و الغى عن جوابها، قال: و ما الذى تامل منه؟ قلت: ان كان على ما ذكر لي عنه فالف دينار، قال: فانا أعطيك الف دينار ان رايت الشعر جيدا و الكلام عذبا و أضع عنك العناء، و طول الترداد، و منى تصل الى الخليفة و بينك و بينه عشره آلاف رامح و نابل! قلت: فلي الله عليك ان تفعل! قال: نعم لك الله على ان افعل، قلت: و معك الساعة مال؟ قال: هذا بغلي و هو خير من الف دينار، انزل لك عن ظهره، قال: فغضبت أيضا و عارضني نرق سعد و خفه أحلامها، فقلت: ما يساوى هذا البغل هذا النجيب! قال:

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 654
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست