responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 575

يا امير المؤمنين، تركت لباس آبائك و اهل بيتك و دولتهم، و لبست الخضرة.

و كتب اليه في ذلك قواد اهل خراسان.

و قيل انه امر طاهر بن الحسين ان يسأله حوائجه، فكان أول حاجه ساله ان يطرح لباس الخضرة، و يرجع الى لبس السواد و زي دوله الآباء، فلما راى طاعه الناس له في لبس الخضرة و كراهتهم لها، و جاء السبت قعد لهم و عليه ثياب خضر، فلما اجتمعوا عنده دعا بسواد فلبسه، و دعا بخلعه سواد فالبسها طاهرا، ثم دعا بعده من قواده، فالبسهم أقبية و قلانس سودا، فلما خرجوا من عنده و عليهم السواد، طرح سائر القواد و الجند لبس الخضرة، و لبسوا السواد، و ذلك يوم السبت لسبع بقين من صفر.

و قد قيل: ان المأمون لبس الثياب الخضر بعد دخوله بغداد سبعه و عشرين، ثم مزقت.

و قيل: انه لم يزل مقيما ببغداد في الرصافه حتى بنى منازل على شط دجلة عند قصره الاول، و في بستان موسى.

و ذكر عن ابراهيم بن العباس الكاتب، عن عمرو بن مسعده، ان احمد ابن ابى خالد الأحول قال: لما قدمنا من خراسان مع المأمون و صرنا في عقبه حلوان- و كنت زميله- قال لي: يا احمد، انى أجد رائحه العراق، فاجبت بغير جوابه، و قلت: ما اخلقه! قال: ليس هذا جوابي، و لكنى احسبك سهوت او كنت مفكرا، قال: قلت: نعم يا امير المؤمنين، قال: فيم فكرت؟

قال: قلت: يا امير المؤمنين، فكرت في هجومنا على اهل بغداد و ليس معنا الا خمسون الف درهم، مع فتنه غلبت على قلوب الناس، فاستعذبوها، فكيف يكون حالنا ان هاج هائج، او تحرك متحرك! قال: فاطرق مليا، ثم قال: صدقت يا احمد، ما احسن ما فكرت، و لكنى اخبرك، الناس على طبقات ثلاث في هذه المدينة: ظالم، و مظلوم، و لا ظالم و لا مظلوم، فاما الظالم فليس يتوقع الا عفونا و امساكنا، و اما المظلوم فليس يتوقع ان ينتصف الا بنا، و من كان لا ظالما و لا مظلوما فبيته يسعه فو الله ما كان الا كما قال‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 575
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست