استودع الله قوما ما ذكرتهم* * * الا تحدر ماء العين من عيني
كانوا ففرقهم دهر و صدعهم* * * و الدهر يصدع ما بين الفريقين
كم كان لي مسعد منهم على زمنى* * * كم كان منهم على المعروف من عون
لله در زمان كان يجمعنا* * * اين الزمان الذى ولى و من اين!
يا من يخرب بغدادا ليعمرها* * * اهلكت نفسك ما بين الطريقين
كانت قلوب جميع الناس واحده* * * عينا، و ليس لكون العين كالدين
لما اشتهم فرقتهم فرقا* * * و الناس طرا جميعا بين قلبين
و ذكر عمر بن شبه ان محمد بن احمد الهاشمى حدثه، ان لبانه ابنه على ابن المهدى قالت:
ابكيك لا للنعيم و الانس* * * بل للمعالي و الرمح و الترس
ابكى على هالك فجعت به* * * ارملنى قبل ليله العرس
و قد قيل ان هذا الشعر لابنه عيسى بن جعفر، و كانت مملكه بمحمد.
و قال الحسين بن الضحاك الاشقر، مولى باهله، يرثى محمدا، و كان من ندمائه، و كان لا يصدق بقتله، و يطمع في رجوعه:
يا خير اسرته و ان زعموا* * * انى عليك لمثبت اسف
الله يعلم ان لي كبدا* * * حرى عليك و مقله تكف
و لئن شجيت بما رزئت به* * * انى لاضمر فوق ما اصف
هلا بقيت لسد فاقتنا* * * ابدا، و كان لغيرك التلف!