responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 481

بعسكر المهدى، و مكث محمد محصورا في المدينة يوم الخميس و يوم الجمعه و السبت و ناظر محمد اصحابه و من بقي معه في طلب الامان، و سألهم عن الجهة في النجاة من طاهر، فقال له السندي: و الله يا سيدي، لئن ظفر بنا المأمون لعلى رغم منا و تعس جدودنا، و ما ارى فرجا الا هرثمة قال له:

و كيف بهرثمه و قد احاط الموت بي من كل جانب! و اشار عليه آخرون بالخروج الى طاهر و قالوا: لو حلفت له بما يتوثق به منك انك مفوض اليه ملكك، فلعله كان سيركن إليك فقال لهم: أخطأتم وجه الرأي، و أخطأت في مشاورتكم، هل كان عبد الله أخي لو جهد نفسه و ولى الأمور برايه بالغا عشر ما بلغه له طاهر! و قد محصته و بحثت عن رايه، فما رايته يميل الى غدر به، و لا طمع فيما سواه، و لو أجاب الى طاعتي، و انصرف الى ثم ناصبني اهل الارض ما اهتممت بأمر، و لوددت انه أجاب الى ذلك، فمنحته خزائنى و فوضت اليه امرى، و رضيت ان اعيش في كنفه، و لكنى لا اطمع في ذلك منه فقال له السندي: صدقت يا امير المؤمنين، فبادر بنا الى هرثمة، فانه يرى الا سبيل عليك إذا خرجت اليه من الملك، و قد ضمن الى انه مقاتل دونك ان هم عبد الله بقتلك، فاخرج ليلا في ساعه قد نوم الناس فيها، فانى أرجو ان يغبى على الناس امرنا.

و قال ابو الحسن المدائني: لما هم محمد بالخروج الى هرثمة، و اجابه الى ما اراد، اشتد ذلك على طاهر، و ابى ان يرفه عنه و يدعه يخرج، و قال: هو في حيزى و الجانب الذى انا فيه، و انا اخرجته بالحصار و الحرب، حتى صار الى طلب الامان، و لا ارضى ان يخرج الى هرثمة دوني، فيكون الفتح له.

و لما راى هرثمة و القواد ذلك، اجتمعوا في منزل خزيمة بن خازم، فصار اليهم طاهر و خاصه قواده، و حضرهم سليمان بن المنصور و محمد بن عيسى بن نهيك و السندي بن شاهك، و أداروا الرأي بينهم، و دبروا الأمر، و أخبروا طاهرا انه لا يخرج اليه ابدا، و انه ان لم يجب الى ما سال لم يؤمن ان يكون الأمر في امره مثله في ايام الحسين بن على بن عيسى بن ماهان، فقالوا له:

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 481
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست