responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 479

عيسى بن نهيك و الى السندي بن شاهك: و الله لئن لم تقروه و تردوه عن هذا الرأي لا تركت لكم ضيعه الا قبضتها، و لا تكون لي همه الا انفسكم.

فدخلوا على محمد، فقالوا: قد بلغنا الذى عزمت عليه، فنحن نذكرك الله في نفسك! ان هؤلاء صعاليك، و قد بلغ الأمر الى ما ترى من الحصار، و ضاق عليهم المذهب، و هم يرون الا أمان لهم على انفسهم و أموالهم عند أخيك و عند طاهر و هرثمة لما قد انتشر عنهم من مباشره الحرب و الجد فيها، و لسنا نامن إذا برزوا بك، و حصلت في ايديهم ان يأخذوك أسيرا، و يأخذوا راسك فيتقربوا بك، و يجعلوك سبب امانهم، و ضربوا له فيه الأمثال.

قال محمد بن عيسى الجلودي: و كان ابى و اصحابه قعودا في رواق البيت الذى محمد و سليمان و اصحابه فيه قال: فلما سمعوا كلامهم، و رأوا انه قد قبله مخافه ان يكون الأمر على ما قالوا له، هموا ان يدخلوا عليهم فيقتلوا سليمان و اصحابه، ثم بدا لهم و قالوا: حرب من داخل، و حرب من خارج.

فكفوا و أمسكوا.

قال محمد بن عيسى: فلما نكت ذلك في قلب محمد، و وقع في نفسه ما وقع منه، اضرب عما كان عزم عليه، و رجع الى قبول ما كانوا بذلوا له من الامان و الخروج، فأجاب سليمان و السندي و محمد بن عيسى الى ما سألوه من ذلك، فقالوا: انما غايتك اليوم السلامة و اللهو، و اخوك يتركك حيث احببت، و يفردك في موضع، و يجعل لك كل ما يصلحك و كل ما تحب و تهوى، و ليس عليك منه باس و لا مكروه فركن الى ذلك، و أجابهم الى الخروج الى هرثمة.

قال محمد بن عيسى: و كان ابى و اصحابه يكرهون الخروج الى هرثمة، لانهم كانوا من اصحابه، و قد عرفوا مذاهبه، و خافوا ان يجفوهم و لا يخصهم، و لا يجعل لهم مراتب، فدخلوا على محمد فقالوا له: إذ أبيت ان تقبل منا ما أشرنا عليك- و هو الصواب- و قبلت من هؤلاء المداهنين، فالخروج الى‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 479
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست