نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 459
ذكر الخبر عما كان منه و من اصحاب محمد المخلوع في ذلك
و عن السبب الذى من اجله فعل ذلك طاهر:
اما السبب في ذلك فانه- فيما ذكر- كان ان طاهرا لما قتل من قتل في قصر صالح من اصحابه، و نالهم فيه من الجراح ما نالهم، مضه ذلك و شق عليه، لأنه لم يكن له وقعه الا كانت له لا عليه، فلما شق عليه امر بالهدم و الإحراق عند ذلك، فهدم دور من خالفه ما بين دجلة و دار الرقيق و باب الشام و باب الكوفه، الى الصراة و ارجاء ابى جعفر و ربض حميد و نهر كرخايا و الكناسة، و جعل يبايت اصحاب محمد و يدالجهم، و يحوى في كل يوم ناحيه، و يخندق عليها المراصد من المقاتله، و جعل اصحاب محمد ينقصون، و يزيدون، حتى لقد كان اصحاب طاهر يهدمون الدار و ينصرفون، فيقلع أبوابها و سقوفها اصحاب محمد، و يكونون أضر على اصحابهم من اصحاب طاهر تعديا، فقال شاعر منهم- و ذكر انه عمرو بن عبد الملك الوراق العترى- في ذلك:
لنا كل يوم ثلمه لا نسدها* * * يزيدون فيما يطلبون و ننقص
إذا هدموا دارا أخذنا سقوفها* * * و نحن لأخرى غيرها نتربص
و ان حرصوا يوما على الشر جهدهم* * * فغوغاؤنا منهم على الشر احرص
فقد ضيقوا من أرضنا كل واسع* * * و صار لهم اهل بها، و تعرصوا
يثيرون بالطبل القنيص فان بدا* * * لهم وجه صيد من قريب تقنصوا
لقد أفسدوا شرق البلاد و غربها* * * علينا فما ندري الى اين نشخص!
إذا حضروا قالوا بما يعرفونه* * * و ان يروا شيئا قبيحا تخرصوا
و ما قتل الابطال مثل مجرب* * * رسول المنايا ليله يتلصص
ترى البطل المشهور في كل بلده* * * إذا ما راى العريان يوما يبصبص
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 459