responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 440

لتنصرن المظلوم منهما على الظالم، و المبغى عليه على الباغى، و المغدور به على الغادر، الا و قد علمتم و علمنا ان محمد بن هارون قد بدا بالظلم و البغى و الغدر، و خالف الشروط التي أعطاها من نفسه في بطن البيت الحرام، و قد حل لنا و لكم خلعه من الخلافه و تصييرها الى المظلوم المبغى عليه المغدور به.

الا و انى اشهدكم انى قد خلعت محمد بن هارون من الخلافه كما خلعت قلنسوتي هذه من راسى- و خلع قلنسوته عن راسه فرمى بها الى بعض الخدم تحته، و كانت من برود حبره مسلسله حمراء، و اتى بقلنسوه سوداء هاشمية فلبسها- ثم قال: قد بايعت لعبد الله عبد الله المأمون امير المؤمنين بالخلافة، الا فقوموا الى البيعه لخليفتكم فصعد جماعه من الوجوه اليه الى المنبر، رجل فرجل، فبايعه لعبد الله المأمون بالخلافة، و خلع محمدا، ثم نزل عن المنبر، و حانت صلاه العصر، فصلى بالناس، ثم جلس في ناحيه المسجد، و جعل الناس يبايعونه جماعه بعد جماعه، يقرا عليهم كتاب البيعه، و يصافحونه على كفه، ففعل ذلك أياما.

و كتب الى ابنه سليمان بن داود بن عيسى و هو خليفته على المدينة، يأمره ان يفعل باهل المدينة مثل ما فعل هو باهل مكة، من خلع محمد و البيعه لعبد الله المأمون فلما رجع جواب البيعه من المدينة الى داود و هو بمكة، رحل من فوره بنفسه و جماعه من ولده يريد المأمون بمرو على طريق البصره، ثم على فارس، ثم على كرمان، حتى صار الى المأمون بمرو، فاعلمه ببيعته و خلعه محمدا و مسارعه اهل مكة و اهل المدينة الى ذلك، فسر بذلك المأمون، و تيمن ببركه مكة و المدينة، إذ كانوا أول من بايعه، و كتب اليهم كتابا لينا لطيفا يعدهم فيه الخبر، و يبسط املهم و امر ان يكتب لداود عهد على مكة و المدينة و أعمالها من الصلاة و المعاون و الجبايه، و زيد له ولايه عك، و عقد له على ذلك ثلاثة الويه، و كتب له الى الري بمعونة خمسمائة الف درهم، و خرج داود بن عيسى مسرعا مغذا مبادرا لادراك الحج، و معه ابن أخيه العباس بن موسى ابن عيسى بن موسى بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس، و قد عقد

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 440
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست