نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 427
فاورد الله لظى لظاها* * * ان غمرت كلب بها لحاها
ثم قال: يا معشر كلب، انها الراية السوداء، و الله ما ولت و لا عدلت و لا ذل ناصرها، و لا ضعف وليها، و انكم لتعرفون مواقع سيوف اهل خراسان في رقابكم، و آثار اسنتهم في صدوركم اعتزلوا الشر قبل ان يعظم، و تخطوه قبل ان يضطرم شامكم شامكم، داركم داركم! الموت الفلسطينى خير من العيش الجزرى الا و انى راجع، فمن اراد الانصراف فلينصرف معى.
ثم سار و سار معه عامه اهل الشام، و اقبلت الزواقيل حتى أضرموا ما كان التجار جمعوا من الأعلاف بالنار، و اقام الحسين بن على بن عيسى بن ماهان مع جماعه اهل خراسان و الأبناء على باب الرافقه تخوفا لطوق بن مالك.
فاتى طوقا رجل من بنى تغلب، فقال: الا ترى ما لقيت العرب من هؤلاء! انهض فان مثلك لا يقعد عن هذا الأمر، قد مد اهل الجزيرة اعينهم إليك، و أملوا عونك و نصرك فقال: و الله ما انا من قيسها و لا يمنها، و لا كنت في أول هذا الأمر لاشهد آخره، و انى لأشد إبقاء على قومى، و انظر لعشيرتى من ان اعرضهم للهلاك بسبب هؤلاء السفهاء من الجند و جهال قيس، و ما ارى السلامة الا في الاعتزال و اقبل نصر بن شبث في الزواقيل على فرس كميت أغر، عليه دراعه سوداء قد ربطها خلف ظهره، و في يده رمح و ترس، و هو يقول:
فرسان قيس اصمدن للموت* * * لا ترهبنى عن لقاء الفوت
دعى التمنى بعسى وليت
.
ثم حمل هو و اصحابه، فقاتل قتالا شديدا، فصبر لهم الجند، و كثر القتل في الزواقيل، و حملت الأبناء حملات، في كلها يقتلون و يجرحون، و كان اكثر القتل و البلاء في تلك الدفعه لكثير بن قادره و ابى الفيل و داود بن موسى ابن عيسى الخراسانى، و انهزمت الزواقيل، و كان على حاميتهم يومئذ نصر ابن شبث و عمرو السلمى و العباس بن زفر
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 427