نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 38
إذا كان غدا فتقدمني، فاجلس في دار امير المؤمنين، فإذا رأيتني قد دخلت و توسطت اصحاب المراتب، فخذ بعنان بغلتي، فاستوقفني و استحلفني بحق رسول الله، و حق العباس و حق امير المؤمنين لما وقفت لك، و سمعت مسألتك و اجبتك عنها، فانى سانتهرك، و اغلظ لك القول، فلا يهولنك ذلك منى، و عاودني بالمسألة فانى ساشتمك، فلا يروعنك ذلك، و عاودني بالقول و المسألة، فانى ساضربك بسوطي، فلا يشق ذلك عليك، فقل لي:
اى الحيين اشرف؟ اليمن أم مضر؟ فإذا اجبتك فخل عنان بغلتي و أنت حر.
قال: فغدا الغلام، فجلس حيث امره من دار الخليفة، فلما جاء الشيخ فعل الغلام ما امره به مولاه، و فعل المولى ما كان قاله له، ثم قال له:
قل، فقال: اى الحيين اشرف؟ اليمن أم مضر؟ قال: فقال قثم:
مضر كان منها رسول الله ص، و فيها كتاب الله عز و جل، و فيها بيت الله، و منها خليفه الله قال: فامتعضت اليمن إذ لم يذكر لها شيء من شرفها، فقال له قائد من قواد اليمن: ليس الأمر كذلك مطلقا بغير شرفه و لا فضيله لليمن، ثم قال لغلامه: قم فخذ بعنان بغله الشيخ، فاكبحها كبحا عنيفا تطامن به منه، قال: ففعل الغلام ما امره به مولاه حتى كاد ان يقعيها على عراقيبها، فامتعضت من ذلك مضر، فقالت:
ا يفعل هذا بشيخنا! فامر رجل منهم غلامه، فقال: اقطع يد العبد، فقام الى غلام اليماني فقطع يده، فنفر الحيان، و صرف قثم بغلته، فدخل على ابى جعفر، و افترق الجند، فصارت مضر فرقه، و اليمن فرقه، و الخراسانيه فرقه، و ربيعه فرقه، فقال قثم لأبي جعفر: قد فرقت بين جندك، و جعلتهم أحزابا كل حزب منهم يخاف ان يحدث عليك حدثا، فتضربه بالحزب الآخر، و قد بقي عليك في التدبير بقية، قال: ما هي؟ قال: اعبر بابنك فانزله في ذلك الجانب قصرا، و حوله و حول معك من جيشك معه قوما
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 38