نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 366
ذكر الخبر عن السبب الذى كان اوجب اختلاف حالهما فيما ذكرت:
قال ابو جعفر: قد ذكرنا قبل ان الرشيد جدد حين شخص الى خراسان البيعه للمأمون على القواد الذين معه، و اشهد من معه من القواد و سائر الناس و غيرهم ان جميع من معه من الجند مضمومون الى المأمون، و ان جميع ما معه من مال و سلاح و آله و غير ذلك للمأمون فلما بلغ محمد بن هارون ان أباه قد اشتدت علته، و انه لمابه، بعث من يأتيه بخبره في كل يوم، و ارسل بكر بن المعتمر، و كتب معه كتبا، و جعلها في قوائم صناديق منقوره و ألبسها جلود البقر، و قال: لا يظهرن امير المؤمنين و لا احد ممن في عسكره على شيء من امرك و ما توجهت فيه، و لا ما معك، و لو قتلت حتى يموت امير المؤمنين، فإذا مات فادفع الى كل رجل منهم كتابه.
فلما قدم بكر بن المعتمر طوس، بلغ هارون قدومه، فدعا به، فسأله:
ما اقدمك؟ قال: بعثني محمد لأعلم له علم خبرك و آتيه به، قال: فهل معك كتاب؟ قال: لا، فامر بما معه ففتش فلم يصيبوا معه شيئا، فهدده بالضرب فلم يقر بشيء، فامر به فحبس و قيد فلما كان في الليلة التي مات فيها هارون امر الفضل بن الربيع ان يصير الى محبس بكر بن المعتمر فيقرره، فان اقر و الا ضرب عنقه، فصار اليه، فقرره فلم يقر بشيء، ثم غشى على هارون، فصاح النساء، فامسك الفضل عن قتله، و صار الى هارون ليحضره، ثم افاق هارون و هو ضعيف، قد شغل عن بكر و عن غيره لحس الموت، ثم غشى عليه غشيه ظنوا انها هي، و ارتفعت الضجة، فبعث بكر بن المعتمر برقعة منه الى الفضل بن الربيع مع عبد الله بن ابى نعيم، يسأله الا يعجلوا بأمر، و يعلمه ان معه أشياء يحتاجون الى علمها- و كان بكر محبوسا عند حسين الخادم- فلما توفى هارون في الوقت الذى توفى فيه، دعا الفضل بن الربيع ببكر من ساعته، فسأله عما عنده، فأنكر ان يكون عنده شيء، و خشي على نفسه من ان يكون هارون حيا، حتى صح عنده موت هارون، و ادخله عليه، فاخبره ان عنده كتبا من امير المؤمنين محمد، و انه لا يجوز له إخراجها، و هو على حاله في قيوده و حبسه، فامتنع حسين الخادم من اطلاقه حتى اطلقه الفضل، فأتاهم
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 366