و من كان في الكعبه معه من سائر ولده و اهل بيته و مواليه و قواده و وزرائه و كتابه و غيرهم و كانت الشهاده بالبيعه و الكتاب في البيت الحرام، و تقدم الى الحجبة في حفظهما، و منع من اراد إخراجهما و الذهاب بهما، فذكر عبد الله بن محمد و محمد بن يزيد التميمى و ابراهيم الحجبي، ان الرشيد حضر و احضر وجوه بنى هاشم و القواد و الفقهاء، و ادخلوا البيت الحرام، و امر بقراءة الكتاب على عبد الله و محمد، و اشهد عليهما جماعه من حضر، ثم راى ان يعلق الكتاب في الكعبه، فلما رفع ليعلق وقع، فقيل ان هذا الأمر سريع انتقاضه قبل تمامه و كانت نسخه الكتاب:

بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب لعبد الله هارون امير المؤمنين، كتبه محمد بن هارون امير المؤمنين، في صحه من عقله، و جواز من امره، طائعا غير مكره ان امير المؤمنين ولانى العهد من بعده، و صير البيعه لي في رقاب المسلمين جميعا، و ولى عبد الله بن هارن العهد و الخلافه و جميع امور المسلمين بعدي، برضا منى و تسليم، طائعا غير مكره، و ولاه خراسان و ثغورها و كورها و حربها و جندها و خراجها و طرزها و بريدها، و بيوت أموالها، و صدقاتها و عشرها و عشورها، و جميع أعمالها، في حياته و بعده و شرطت لعبد الله هارون امير المؤمنين برضا منى و طيب نفسي، ان لأخي عبد الله بن هارون على الوفاء بما عقد له هارون امير المؤمنين من العهد و الولاية و الخلافه و امور المسلمين جميعا بعدي، و تسليم ذلك له، و ما جعل له من ولايه خراسان و أعمالها كلها، و ما اقطعه امير المؤمنين من قطعيه، او جعل له من عقده او ضيعه من ضياعه، او ابتاع من الضياع و العقد، و ما اعطاه في حياته و صحته من مال او حلى او جوهر، او متاع او كسوه، او منزل او دواب، او قليل او كثير، فهو لعبد الله بن هارون امير المؤمنين، موفرا مسلما اليه و قد عرفت ذلك كله شيئا شيئا