نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 212
احسن ايام، و دهره احسن دهر قال: و لم يلبث الا أياما يسيره، ثم اعتل موسى و مات، و كانت علته ثلاثة ايام.
قال عمرو الرومي: افضت الخلافه الى هارون، فزوج حمدونه من جعفر ابن موسى
3
، و فاطمه من اسماعيل بن موسى، و وفى بكل ما قال، و كان دهره احسن الدهور.
و ذكر ان الهادي كان قد خرج الى الحديثه، حديثه الموصل، فمرض بها، و اشتد مرضه، فانصرف فذكر عمرو اليشكري- و كان في الخدم- قال:
انصرف الهادي من الحديثه بعد ما كتب الى جميع عماله شرقا و غربا بالقدوم عليه، فلما ثقل اجتمع القوم الذين كانوا بايعوا لجعفر ابنه، فقالوا: ان صار الأمر الى يحيى قتلنا و لم يستبقنا، فتامروا على ان يذهب بعضهم الى يحيى بأمر الهادي، فيضرب عنقه ثم قالوا: لعل امير المؤمنين يفيق من مرضه، فما عذرنا عنده! فأمسكوا ثم بعثت الخيزران الى يحيى تعلمه ان الرجل لمابه، و تأمره بالاستعداد لما ينبغى، و كانت المستوليه على امر الرشيد و تدبير الخلافه الى ان هلك، فاحضر الكتاب و جمعوا في منزل الفضل بن يحيى، فكتبوا لليلتهم كتبا من الرشيد الى العمال بوفاه الهادي، و انهم قد ولاهم الرشيد ما كانوا يلون، فلما مات الهادي أنفذوها على البرد.
و ذكر الفضل بن سعيد، ان أباه حدثه ان الخيزران كانت قد حلفت الا تكلم موسى الهادي، و انتقلت عنه، فلما حضرته الوفاة، و أتاها الرسول فأخبرها بذلك، فقالت: و ما اصنع به؟ فقالت لها خالصه: قومى الى ابنك أيتها الحره، فليس هذا وقت تعتب و لا تغضب فقالت: اعطونى ماء أتوضأ للصلاة، ثم قالت: اما انا كنا نتحدث انه يموت في هذه الليلة خليفه، و يملك خليفه، و يولد خليفه، قال: فمات موسى، و ملك هارون، و ولد المأمون.
قال الفضل: فحدثت بهذا الحديث عبد الله بن عبيد الله، فساقه لي مثل ما حدثنيه ابى، فقلت: فمن اين كان للخيزران هذا العلم؟ قال: انها كانت قد سمعت من الأوزاعي
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 212