responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 105

ثالث، حتى يفتحا الخزانه فلما قدم المهدى من الري الى مدينه السلام، دفعت اليه المفاتيح، و اخبرته عن المنصور انه تقدم إليها فيه الا يفتحه و لا يطلع عليه أحدا حتى يصح عندها موته فلما انتهى الى المهدى موت المنصور و ولى الخلافه، فتح الباب و معه ريطة، فإذا أزج كبير فيه جماعه من قتلاء الطالبين، و في آذانهم رقاع فيها انسابهم، و إذا فيهم أطفال و رجال شباب و مشايخ عده كثيره، فلما راى ذلك المهدى ارتاع لما راى، و امر فحفرت لهم حفيره فدفنوا فيها، و عمل عليهم دكان.

و ذكر عن إسحاق بن عيسى بن على، عن ابيه، قال: سمعت المنصور و هو متوجه الى مكة سنه ثمان و خمسين و مائه، و هو يقول للمهدي عند وداعه اياه: يا أبا عبد الله، انى ولدت في ذي الحجه، و وليت في ذي الحجه، و قد هجس في نفسي انى اموت في ذي الحجه من هذه السنه، و انما حدانى على الحج ذلك، فاتق الله فيما اعهد إليك من امور المسلمين بعدي، يجعل لك فيما كربك و حزنك مخرجا- او قال: فرجا و مخرجا- و يرزقك السلامة و حسن العاقبه من حيث لا تحتسب احفظ يا بنى محمدا(ص)في امته يحفظ الله عليك امورك و إياك و الدم الحرام، فانه حوب عند الله عظيم، و عار في الدنيا لازم مقيم و الزم الحلال، فان ثوابك في الأجل، و صلاحك في العاجل و أقم الحدود و لا تعتد فيها فتبور، فان الله لو علم ان شيئا اصلح لدينه و ازجر من معاصيه من الحدود لامر به في كتابه و اعلم ان من شده غضب الله لسلطانه، امر في كتابه بتضعيف العذاب و العقاب على من سعى في الارض فسادا، مع ما ذخر له عنده من العذاب العظيم، فقال:

«إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً» الآية فالسلطان يا بنى حبل الله المتين، و عروته الوثقى، و دين الله القيم، فاحفظه و حطه و حصنه، و ذب عنه، و اوقع بالملحدين فيه، و اقمع المارقين منه، و اقتل الخارجين عنه بالعقاب لهم و المثلات بهم، و لا تجاوز ما امر

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست