responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 103

بقين من شوال بعد اضاءه الفجر، و بقي اثره بينا الى طلوع الشمس، فاوصاه بالمال و السلطان، يفعل ذلك كل يوم من ايام مقامه بالغداة و العشى، لا يفتر عن ذلك، و لا يفترقان الا تحريكا فلما كان اليوم الذى اراد ان يرتحل فيه، دعا المهدى، فقال له: انى لم ادع شيئا الا قد تقدمت إليك فيه، و ساوصيك بخصال و الله ما اظنك تفعل واحده منها- و كان له سفط فيه دفاتر علمه، و عليه قفل لا يامن على فتحه و مفتاحه أحدا، يصر مفتاحه في كم قميصه قال: و كان حماد التركى يقدم اليه ذلك السفط إذا دعا به، فإذا غاب حماد او خرج كان الذى يليه سلمه الخادم- فقال للمهدي: انظر هذا السفط فاحتفظ به، فان فيه علم آبائك، ما كان و ما هو كائن الى يوم القيامه، فان احزنك امر فانظر في الدفتر الاكبر، فان اصبت فيه ما تريد، و الا فالثاني و الثالث، حتى بلغ سبعه، فان ثقل عليك فالكراسه الصغيره، فإنك واجد فيها ما تريد، و ما اظنك تفعل، و انظر هذه المدينة، فإياك ان تستبدل بها، فإنها بيتك و عزك، قد جمعت لك فيها من الأموال ما ان كسر عليك الخراج عشر سنين كان عندك كفاية لارزاق الجند و النفقات و عطاء الذرية و مصلحه الثغور، فاحتفظ بها، فإنك لا تزال عزيزا ما دام بيت مالك عامرا، و ما اظنك تفعل و اوصيك باهل بيتك، ان تظهر كرامتهم و تقدمهم و تكثر الاحسان اليهم، و تعظم امرهم، و توطئ الناس اعقابهم، و توليهم المنابر، فان عزك عزهم و ذكرهم لك، و ما اظنك تفعل.

و انظر مواليك، فاحسن اليهم و قربهم و استكثر منهم فإنهم مادتك لشدة ان نزلت بك، و ما اظنك تفعل و اوصيك باهل خراسان خيرا، فإنهم أنصارك و شيعتك الذين بذلوا أموالهم في دولتك، و دماءهم دونك، و من لا تخرج محبتك من قلوبهم، ان تحسن اليهم و تتجاوز عن مسيئهم و تكافئهم على ما كان منهم، و تخلف من مات منهم في اهله و ولده، و ما اظنك تفعل.

و إياك ان تبنى مدينه الشرقيه فإنك لا تتم بناءها، و ما اظنك تفعل و إياك ان‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست