responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 6  صفحه : 477

اجمعوا ان يبيتوا العسكر، و بلغ قتيبة فانتخب اهل النجده و الباس و وجوه الناس، فكان شعبه بن ظهير و زهير بن حيان فيمن انتخب، فكانوا أربعمائة، فقال لهم: ان عدوكم قد رأوا بلاء الله عندكم، و تاييده إياكم في مزاحفتكم و مكاثرتكم، كل ذلك يفلجكم الله عليهم، فاجمعوا على ان يحتالوا غرتكم و بياتكم، و اختاروا دهاقينهم و ملوكهم، و أنتم دهاقين العرب و فرسانهم، و قد فضلكم الله بدينه، فابلوا الله بلاء حسنا تستوجبون به الثواب، مع الذب عن احسابكم قال: و وضع قتيبة عيونا على العدو حتى إذا قربوا منه قدر ما يصلون الى عسكره من الليل ادخل الذين انتخبهم، فكلمهم و حضهم، و استعمل عليهم صالح بن مسلم، فخرجوا من العسكر عند المغرب، فساروا، فنزلوا على فرسخين من العسكر على طريق القوم الذين وصفوا لهم، ففرق صالح خيله، و اكمن كمينا عن يمينه، و كمينا عن يساره، حتى إذا مضى نصف الليل او ثلثاه، جاء العدو باجتماع و اسراع و صمت، و صالح واقف في خيله، فلما راوه شدوا عليه، حتى إذا اختلفت الرماح شد الكمينان عن يمين و عن شمال، فلم نسمع الا الاعتزاء، فلم نر قوما كانوا أشد منهم.

قال: و قال رجل من البراجم: حدثنى زهير او شعبه قال: انا لنختلف عليهم بالطعن و الضرب إذ تبينت تحت الليل قتيبة، و قد ضربت ضربه أعجبتني و انا انظر الى قتيبة، فقلت: كيف ترى بابى أنت و أمي! قال: اسكت دق الله فاك! قال: فقتلناهم فلم يفلت منهم الا الشريد، و أقمنا نحوى الاسلاب و نحتز الرءوس حتى أصبحنا، ثم أقبلنا الى العسكر، فلم أر جماعه قط جاءوا بمثل ما جئنا به، ما منا رجل الا معلق راسا معروفا باسمه، و اسير في وثاقه.

قال: و جئنا قتيبة بالرءوس، فقال: جزاكم الله عن الدين و الاعراض خيرا و أكرمني قتيبة من غير ان يكون باح لي بشي‌ء، و قرن بي في الصلة و الاكرام حيان العدوى و حليسا الشيبانى، فظننت انه راى منهما مثل الذى راى‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 6  صفحه : 477
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست