نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 5 صفحه : 64
جعدة بن هبيرة المخزومي الى خراسان، فانتهى الى ابرشهر، و قد كفروا و امتنعوا، فقدم على على فبعث خليد بن قره اليربوعى، فحاصر اهل نيسابور حتى صالحوه، و صالحه اهل مرو، و أصاب جاريتين من أبناء الملوك نزلتا بأمان، فبعث بهما الى على، فعرض عليهما الاسلام و ان يزوجهما، قالتا: زوجنا ابنيك، فأبى، فقال له بعض الدهاقين: ادفعهما الى، فانه كرامة تكرمني بها، فدفعهما اليه، فكانتا عنده، يفرش لهما الديباج، و يطعمهما في آنيه الذهب، ثم رجعتا الى خراسان
. اعتزال الخوارج عليا و اصحابه و رجوعهم بعد ذلك
و في هذه السنه اعتزل الخوارج عليا و اصحابه، و حكموا، ثم كلمهم على فرجعوا و دخلوا الكوفه.
ذكر الخبر عن اعتزالهم عليا:
قال ابو مخنف في حديثه عن ابى جناب، عن عماره بن ربيعه، قال:
و لما قدم على الكوفه و فارقته الخوارج، و ثبت اليه الشيعة فقالوا: في أعناقنا بيعه ثانيه، نحن أولياء من واليت، و أعداء من عاديت، فقالت الخوارج:
استبقتم أنتم و اهل الشام الى الكفر كفرسي رهان، بايع اهل الشام معاويه على ما أحبوا و كرهوا، و بايعتم أنتم عليا على انكم أولياء من والى و أعداء من عادى، فقال لهم زياد بن النضر: و الله ما بسط على يده فبايعناه قط الا على كتاب الله عز و جل و سنه نبيه ص، و لكنكم لما خالفتموه جاءته شيعته، فقالوا: نحن أولياء من واليت، و أعداء من عاديت، و نحن كذلك، و هو على الحق و الهدى، و من خالفه ضال مضل و بعث على ابن عباس اليهم، فقال: لا تعجل الى جوابهم و خصومتهم حتى آتيك.
فخرج اليهم حتى أتاهم، فاقبلوا يكلمونه، فلم يصبر حتى راجعهم، فقال:
ما نقمتم من الحكمين، و قد قال الله عز و جل: «إِنْ يُرِيدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 5 صفحه : 64