responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 5  صفحه : 604

فقال لهم: دونكم أخوكم فابعثوا به الى قومكم بالكوفه، فانا عبد الله بن عزيز الكندى، فقالوا له: أنت ابن عمنا، فإنك آمن، فقال لهم: و الله لا ارغب عن مصارع إخواني الذين كانوا للبلاد نورا، و للأرض أوتادا، و بمثلهم كان الله يذكر، قال: فاخذ ابنه يبكى في اثر ابيه، فقال: يا بنى، لو ان شيئا كان آثر عندي من طاعه ربى إذا لكنت أنت، و ناشده قومه الشاميون لما رأوا من جزع ابنه و بكائه في اثره، و اروا الشاميون له و لابنه رقه شديده حتى جزعوا و بكوا، ثم اعتزل الجانب الذى خرج اليه منه قومه، فشد على صفهم عند المساء، فقاتل حتى قتل قال ابو مخنف: حدثنى فضيل بن خديج، قال: حدثنى مسلم بن زحر الخولاني، ان كريب بن زيد الحميرى مشى اليهم عند المساء و معه رايه بلقاء في جماعه، قلما تنقص من مائه رجل ان نقصت، و قد كانوا تحدثوا بما يريد رفاعة ان يصنع إذا امسى، فقام لهم الحميرى و جمع اليه رجالا من حمير و همدان، فقال: عباد الله! روحوا الى ربكم، و الله ما في شي‌ء من الدنيا خلف من رضاء الله و التوبة اليه، انه قد بلغنى ان طائفه منكم يريدون ان يرجعوا الى ما خرجوا منه الى دنياهم، و ان هم ركنوا الى دنياهم رجعوا الى خطاياهم، فاما انا فو الله لا اولى هذا العدو ظهري حتى ارد موارد إخواني، فأجابوه و قالوا: رأينا مثل رأيك و مضى برايته حتى دنا من القوم، فقال ابن ذي الكلاع: و الله انى لأرى هذه الراية حميرية او همدانيه، فدنا منهم فسألهم، فاخبروه، فقال لهم: انكم آمنون، فقال له صاحبهم: انا قد كنا آمنين في الدنيا، و انما خرجنا نطلب أمان الآخرة، فقاتلوا القوم حتى قتلوا، و مشى صخير بن حذيفة بن هلال بن مالك المزنى في ثلاثين من مزينه، فقال لهم: لا تهابوا الموت في الله، فانه لاقيكم، و لا ترجعوا الى الدنيا التي خرجتم منها الى الله فإنها لا تبقى لكم، و لا تزهدوا فيما رغبتم فيه من ثواب الله فان ما عند الله خير لكم، ثم مضوا فقاتلوا حتى قتلوا، فلما امسى الناس و رجع اهل الشام الى معسكرهم، نظر رفاعة الى كل رجل قد عقر به، و الى‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 5  صفحه : 604
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست