responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 5  صفحه : 559

أشد عليكم و نظرت فيمن تبعني منكم فعلمت انهم لو خرجوا لم يدركوا ثارهم، و لم يشفوا انفسهم، و لم ينكوا في عدوهم، و كانوا لهم جزرا، و لكن بثوا دعاتكم في المصر، فادعوا الى امركم هذا، شيعتكم و غير شيعتكم، فانى أرجو ان يكون الناس اليوم حيث هلك هذا الطاغيه اسرع الى امركم استجابه منهم قبل هلاكه ففعلوا، و خرجت طائفه منهم دعاه يدعون الناس، فاستجاب لهم ناس كثير بعد هلاك يزيد بن معاويه اضعاف من كان استجاب لهم قبل ذلك.

قال هشام: قال ابو مخنف: و حدثنا الحصين بن يزيد، عن رجل من مزينه قال: ما رايت من هذه الامه أحدا كان ابلغ من عبيد الله بن عبد الله المري في منطق و لا عظه، و كان من دعاه اهل المصر زمان سليمان بن صرد، و كان إذا اجتمعت اليه جماعه من الناس فوعظهم بدا بحمد الله و الثناء عليه و الصلاة على رسول الله ص، ثم يقول: اما بعد، فان الله اصطفى محمدا(ص)على خلقه بنبوته، و خصه بالفضل كله، و اعزكم باتباعه و أكرمكم بالايمان به، فحقن به دماءكم المسفوكة، و امن به سبلكم المخوفه، «وَ كُنْتُمْ عَلى‌ شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها، كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ‌» فهل خلق ربكم في الأولين و الآخرين اعظم حقا على هذه الامه من نبيها؟ و هل ذريه احد من النبيين و المرسلين او غيرهم اعظم حقا على هذه الامه من ذريه رسولها؟ لا و الله، ما كان و لا يكون لله أنتم! ا لم تروا و يبلغكم ما اجترم الى ابن بنت نبيكم! اما رايتم الى انتهاك القوم حرمته، و استضعافهم وحدته، و ترميلهم اياه بالدم، و تجرارهموه على الارض! لم يرقبوا فيه ربهم و لا قرابته من الرسول ص، اتخذوه للنبل غرضا، و غادروه للضباع جزرا، فلله عينا من راى مثله! و لله حسين بن على، ما ذا غادروا به ذا صدق و صبر، و ذا امانه و نجده و حزم! ابن أول المسلمين إسلاما، و ابن بنت رسول رب العالمين، قلت حماته، و كثرت عداته حوله، فقتله عدوه، و خذله وليه فويل للقاتل، و ملامه‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 5  صفحه : 559
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست